نام کتاب : مكارم الأخلاق نویسنده : ابن أبي الدنيا جلد : 1 صفحه : 6
بين يدي الكتاب في البدء نقول : ان الاسلام دين الحياة ، لم يترك لنا صغيرة ولا كبيرة الا وافصح لنا عن أمرها وحالها ، وما يصلحها أو يفسدها من خلال قواعده الكلية المعروفة . فمنهج الاسلام أصلح مناهج التشريع قديما وحديثا ، وليس هذا بغريب ، ولا بعجيب ، فهي من لدن الحكيم الخبير . هذا التشريع القيم ينقسم إلى معاملات ، وعقائد ، وآداب وسلوكيات ومرادها ان تبلغ بالانسان إلى السمو الخلقي ، لان السمو الخلقي مطلب شريف منيف ، ، إذ الخلق قوام الحياة الفاضلة ، وهو رأس الامر فيها ، وقديما قال شوقي : وإنما الأمم الأخلاق ما بقيت * فان عن ذهبت أخلاقهم ذهبوا ولذا كان ثناء ربنا عز وجل على رسوله - صلى الله عليه وسلم - بمدح خلقه العظيم ، فقال جل شانه : * ( وانك لعلى خلق عظيم ) * ( 1 ) . ولقد ذكر لنا رسولنا - صلى الله عليه وسلم - ان من أسباب بعثته اتمام مكارم الأخلاق ، فقد قال : " إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق " ( 2 ) . وهكذا يعلمنا الاسلام بتشريعاته القيمة ، وسلوكياته الرفيعة ان الصفات الفاضلة المحمودة تكسب أهلها المدح والثنا ، وتجعلهم أهل المكانة العالية ففي الدنيا والآخرة .
نام کتاب : مكارم الأخلاق نویسنده : ابن أبي الدنيا جلد : 1 صفحه : 6