ان الأغلب كون المروي عنه كذلك فيجهل بذلك منزلتها وقد صح عن عائشة رضي الله عنها انها قالت أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ان ننزل الناس منازلهم ثم إن ذلك يقع علي اضرب منها ان يكون الراوي أكبر سنا وأقدم طبقة من المروي عنه كالزهري ويحي بن سعيد الأنصاري في روايتهما عن مالك وكأبي القاسم عبيد الله بن أحمد الأزهري من المتأخرين أحد شيوخ الخطيب روي عن الخطيب في بعض تصانيفه والخطيب إذ ذاك في عنفوان شبابه وطلبه ومنها ان يكون الراوي أكبر قدرا من المروي عنه بان يكون حافظا عالما والمروي عنه شيخا راويا فحسب كمالك في روايته عن عبد الله بن دينار وأحمد بن حنبل وإسحاق بن راهويه في روايتهما عن عبيد الله بن موسي في أشباه لذلك كثيرة ومنها ان يكون الراوي أكبر من الوجهين جميعا وذلك كرواية كثير من العلماء والحفاظ عن أصحابهم وتلامذتهم كعبد الغني الحافظ في روايته عن محمد بن علي الصوري وكرواية أبي بكر البرقاني عن أبي بكر الخطيب وكرواية الخطيب عن أبي نصر بن مأكولا ونظائر ذلك كثيرة ويندرج تحت هذا النوع ما يذكر من رواية الصحابي عن التابعي كرواية العبادلة وغيرهم من الصحابة عن كعب الأحبار وكذلك رواية التابعي عن تابع التابعي كما قدمناه من رواية الزهري والأنصاري عن مالك وكعمرو بن شعيب بن محمد بن عبد الله بن عمرو بن العاص لم يكن من التابعين وروي عنه أكثر من عشرين نفسا من التابعين جمعهم عبد الغني بن سعيد الحافظ في كتيب له وقرأت بخط الحافظ أبي محمد الطبسي في تخريج له قال عمرو بن شعيب ليس بتابعي وقد روي عنه نيف وسبعون رجلا من التابعين والله أعلم النوع الثاني والأربعون معرفة المدبج وما عداه من رواية الاقران بعضهم عن بعض وهم المتقاربون في السن والاسناد وربما اكتفي الحاكم أبو عبد الله فيه