أقوال العلماء فيه :
قال ابن أبي حاتم : كتبت عنه مع أبي ، وسئل أبي عنه فقال : بغدادي صدوق .
وقال الخطيب : وكان ابن أبي الدنيا يؤدب غير واحد من أولاد الخلفاء .
أخبرني عبد الله بن أبي بكر بن شاذان ، أخبرنا أبي ، حدثا أبو ذر القاسم بن داود بن سليمان قال : حدثني ابن أبي الدنيا . قال : دخل المكتفي على الموفق ولوحه بيده ، فقال : مالك لوحك بيدك ؟ قال مات غلامي واستراح من الكتاب ، قال :
ليس هذا من كلامك ، هذا كان الرشيد أمر أن يعرض عليه ألواح أولاده في كل يوم اثنين وخميس ، فعرضت عليه فقال لابنه : ما لغلامك ليس لوحك معه ؟ قال مات واستراح من الكتاب ، قال وكأن الموت أسهل عليك من الكتاب ؟ قال نعم . قال فدع الكتاب ، قال ثم جئته فقال لي : كيف محبتك لمؤدبك ؟ قال : كيف لا أحبه وهو أول من فتق لساني بذكر الله ، وهو مع ذاك إذا شئت أضحكك ، وإذا شئت أبكاك ، قال يا راشد أحضرني هذا ، قال فأحضرت فقربت قريبا من سريره ، وابتدأت في أخبار الخلفاء ومواعظهم فبكى بكاء شديدا ، قال فجائني راغب - أويانس - فقال لي : كم تبكي الأمير ؟ فقال : قطع الله يدك ما لك وله يا راشد ، تنح عنه . قال وابتدأت فقرأت عليه نوادر الأعراب ، قال فضحك ضحكا كثيرا ، ثم قال شهرتني شهرتني .
وذكر الخبر بطوله . قال أبو ذر : فقال لأحمد بن محمد بن الفرات : أجر له خمسة عشر دينارا في كل شهر ، قال أبو ذر : فكنت أقبضها لابن أبي الدنيا إلى أن مات .
وقال ابن النديم : كان يؤدب المكتفي بالله ، وكان ورعا زاهدا عالما بالأخبار والروايات .
وقال الحافظ ابن كثير : الحافظ المصنف في كل فن المشهور بالتصانيف الكثيرة ، النافعة الشائعة الذائعة في الرقاق وغيرها ، وكان صدوقا حافظا ذا مروءة .
وقال الذهبي في تذكرة الحفاظ : كان صدوقا أديبا إخباريا ، كثير العلم - حديثه في غاية العلو ، لابن البخاري ، بينه وبينه أربعة أنفس .
وقال جمال الدين أبو المحاسن بن تغري بردي : كان مؤدبا لجماعة من أولاد الخلفاء ، منهم المعتضد ، وابنه المكتفي ، وكان عالما زاهدا ، ورعا عابدا ، وله