المقدمة بسم الله الرحمن الرحيم إن الحمد لله ، نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا ، من يهده الله ، فلا مضل له ، ومن يضلل ، فلن تجد له وليا مرشدا ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله .
" يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما " .
أما بعد :
فاعلم أن الألفة والقول الحسن السديد ثمرة حسن الخلق ، وأن الهجر والسباب ثمرة سؤ الخلق ، فحسن الخلق يوجب التحاب والتآلف والتوافق ، وسؤ الخلق يثمر التباغض والتحاسد والتدابر .
وحسن الخلق لا تخفى في الدين فضيلته ، وهو الذي مدح الله سبحانه به نبيه عليه السلام إذ قال : " وإنك لعلى خلق عظيم " ، وقال النبي صلى الله عليه وسلم : " أكثر ما يدخل الناس الجنة تقوى الله وحسن الخلق " [1] وقال أسامة بن شريك : قلنا : يا رسول الله ما خير ما أعطي الانسان ؟