إفادته ( ابن سعد ) في طبقاته ( عن القاسم بن محمد ) بن أبي بكر الصديق المدني أحد الأئمة الأعلام ( مرسلا ) أرسل عن أبي هريرة وغيره . وسبب هذا الحديث أن رجالا شكوا النساء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأذن لهم في ضربهن ، فطاف تلك الليلة منهن نساء كثير يذكرن ما لقي نساء المسلمين . فنهى عن ضربهن فقال الرجال يا رسول الله زاد النساء على الرجال فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اضربوهن ولا يضرب ) إلخ . وقضية تصرف المؤلف لم ير هذا الحديث مسندا وإلا لما عدل رواية إرساله وهو عجيب فقد خرجه البزار عن عائشة مرفوعا وغاية ما يعتذر به للمؤلف أن رواية الإرسال أصح : وبفرض تسليمه فهذا لا يجدي نفعا ، لأنه كان الأولى ذكرهما معا .
1094 - ( اضمنوا لي ست خصال ) أي التزموا بالمحافظة على فعل ست خصال ( أضمن ) بالجزم جواب الأمر ( لكم الجنة ) أي العزم لكم في مقابل ذلك بدخولها مع السابقين الأولين أو من غير تعذيب وليس المراد بالضمان هنا معناه الشرعي بل اللغوي ، وعبر عنه بذلك تحقيقا لحصول الوعد إن حوفظ على المأمور به ، قالوا وما هي يا رسول الله ؟ قال ( لا تظالموا ) بحذف إحدى التاءين تخفيفا أي لا يظلم بعضكم بعضا ( عند قسمة مواريثكم ) بل اقسموها على ما أمر الله به وأعطوا كل ذي حق حقه من فرض أو تعصيب ما وجب له ، فحرمان بعض الورثة أو تنقيصه مما يستحقه حرام شديد التحريم حتى على المورث ( وأنصفوا الناس من أنفسكم ) بأن تفعلوا معهم ما تحبون أن يفعلوه معكم ( ولا تجبنوا ) بضم المثناة فوق وسكون الجيم ( عند قتال عدوكم ) أي لا تهابوهم فتولوا الأدبار ، با احملوا عليهم واصدقوا اللقاء واثبتوا حيث كانوا مثليكم أو أقل . والجبن بالضم : ضعف القلب عما يجب أن يقوى فيه . ذكره الراغب وغيره ( ولا تغلوا ) بفتح المثناة فوق وضم الغين المعجمة ( غنائمكم ) أي لا تخونوا فيها فإن الغلول كبيرة ( فأنصفوا ) لفظ جامعه الكبير وامنعوا ( ظالمكم من مظلومكم ) أي خذوا للمظلوم حقه ممن يظلمه بالعدل والقسط فإن إهمال ذلك مع القدرة عليه من قبيل ترك الأمر بالمعروف وإهمال النهي عن المنكر ، والخطاب للحكام أو عام ، ويدخلون فيه دخولا أوليا أولويا ، ومقصود الحديث أن الإنسان إذا حافظ على هذه الخصال مع القيام بالفروض العينية يتكفل له المصطفى صلى الله عليه وسلم يوم القيامة بإدخاله الجنة مع الأولين أو بغير عذاب ( طب عن أبي أمامة ) الباهلي قال الهيتمي فيه العلاء بن سليمان الرقي وهو ضعيف ، وقال ابن عدي منكر الحديث اه . والعلاء رواه عن خليل بن مرة وقد ضعفه ابن معين وغيره فحينئذ رمز المؤلف لحسنه إن سلم فهو من قبيل الحسن لغيره .
1095 - ( اضمنوا لي ستا ) من الخصال ( من أنفسكم ) بأن تداوموا على فعلها ( أضمن لكم الجنة ) أي دخولها ( اصدقوا إذا حدثتم ) أي لا تكذبوا في شئ من حديثكم إلا إن ترجح على الكذب مصلحة