ابن عربي : وهذا أمر ينشأ من النفاسة في أنه لا يريد أن يرى أحدا كاملا ، وذلك لنقصانه في نفسه ، ولا يزال الناس يتطاعنون في الأنساب ويتلاعنون في الأديان ويتباينون في الأخلاق قسمة العليم الخلاق ، قال : ولا أعلم نسبا سلم من الطعن إلا نسب المصطفى صلى الله عليه وسلم ، والثالث ( الاستسقاء بالنجوم ) أي اعتقاد أن نزول المطر بظهور كذا ، وهو حرام ، لأنه إشراك ظاهر ، إذ لا فاعل إلا الله ، بل متى اعتقد أن للنجم تأثيرا كفر ، قال الحراني : فالمتعلق خوفهم ورجاؤهم بالآثار الفلكية هم صابئة هذه الأمة كما أن المتعلق خوفهم ورجاؤهم بأنفسهم وغيرهم من الخلق مجوس هذه الأمة ( و ) الرابع ( النياحة ) أي رفع الصوت بالندب على الميت ، لأنها سخط لقضاء الله ومعارضة لأحكامه . قال ابن العربي : هذه من أخبار الغيب التي لا يعلمها إلا الأنبياء فإنهم أخبر بما يكون قبل كونه ، فظهر حقا ، فالأربع محرمات ومع حرمتها لا يتركونها هذه الأمة - أي أكثرهم - مع العلم بحرمتها ( م ) في الجنائز ( عن أبي مالك الأشعري ) واسمه الحارث ، ولم يخرجه البخاري بلفظه .
914 - ( أربع حق على الله ) أي يستحقون عليه ( عونهم ) أي إعانتهم بالنصر والتأييد والنجاح والتسديد فضلا منه لكرامتهم عليه ( الغازي ) من خرج بقصد قتال الكفار لتكون كلمة الله هي العليا ( والمتزوج ) بقصد عفة فرجه وتكثير النسل ليباهي به المصطفى صلى الله عليه وسلم الأمم يوم القيامة أو نحو ذلك ( والمكاتب ) الساعي في أداء النجوم لسيده ( والحاج ) أي من خرج حاجا حجا مبرورا وقد نظمهم المصنف فقال :
حق على الله عون جمع * وهو لهم في غد يجازي مكاتب وناكح عفافا * ومن أتى بيته وغازي وذيل عليه الفارضي من أحيا أرضا ميتة فقال :
وجا من للموات أحي * فهو لها خامس يوازي ( حم عن أبي هريرة ) رمز المصنف لحسنه .
915 - ( أربع دعوات لا ترد ) بالبناء للمفعول أي لا يرد الله واحدة منها ( دعوة الحاج ) ما دام في النسك ( حتى يرجع ) يعني يفرغ من أعماله ويصدر إلى أهله ( ودعوة الغازي ) للكفار لتكون كلمة الله هي العليا وكلمة الذين كفروا السفلى ( حتى يصدر إلى أهله ) أي يرجع إليهم وغاير التعبير للتفنن وكراهة لتوالي الأمثال . وأصل الصدر الانصراف يقال صدر القوم وأصدرتهم إذا صرفنهم وصدرت عن المحل رجعت ( ودعوة المريض ) غير العاصي بمرضه ( حتى يبرأ ) من مرضه أي يسلم منه وبرئ