responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : فيض القدير شرح الجامع الصغير نویسنده : المناوي    جلد : 1  صفحه : 588


وتعقبه المؤلف بأن العراقي اختصر في تخريج الإحياء على تضعيفه ، وأنت خبير بأن هذا التعقيب أوهن من بيت العنكبوت ، وبأن له عند الديلمي شاهدا من حديث أصرم هذا وعن علي مرفوعا : أكل العشاء والنوم عليه قسوة في القلب ، هذا حاصل تعقبه .
908 - ( أرأف ) في رواية للطبراني وغيره : أرحم ( أمتي بأمتي ) أي أكثرهم رأفة : أي شدة رحمة ( أبو بكر ) لأن شأنه العطف والرحمة واللين والقيام برعاية تدبير الحق تعالى ومراقبة صنعه ، فكان يدور مع الله في التدبير ويستعمل اللين مع الكبير والصغير . والرأفة أرق الرحمة . كذا ذكره أهل المعاني .
وقال الحراني هي عطف العاطف على من يجد عنده منة وصلة ، فهي رحمة ذي الصلة بالراحم ( وأشدهم ) ذكره نظيرا للمعنى : أقواهم صرامة وأصلبهم شكيمة ( في دين الله عمر ) لغلبة سلطان الجلال على قلبه ، فأبو بكر مع المبتدأ وهو الإيمان ، وعمر مع ما يتلوه وهو الشريعة لأن حق الله على عباده أن يوحدوه ، فإذا وحدوه فحقه أن يعبدوه بما أمر ونهى ، ولذا قبل لأبي بكر : الصديق ، لأنه صدق بالإيمان بكمال الصدق ، وعمر فاروق لأنه فرق بين الحق والباطل . وأسماؤهما تدل على مراتبهما بالقلوب وشأن درجتهما في الأخبار متواترة ( وأصدقهم حياء ) من الله ومن الخلق ( عثمان ) بن عفان فكان يستحي حتى من حلائله وفي خلوته . ولشدة حيائه كانت تستحي منه ملائكة الرحمن ، وسيجئ في خبر : إن الحياء من الإيمان فكأنه قال أصدق الناس إيمانا عثمان ، وفي خبر : الحياء لا يأتي إلا بخير فكأنه قال عثمان لا يأتي منه إلا الخير أو لا يأتي إلا بالخير ( وأقضاهم علي ) أي أعرفهم بالقضاء بأحكام الشرع . قال السمهودي : ومعلوم أن العلم هو مادة القضاء . قال الزمخشري : سافر رجل مع صحب له فلم يرجع حين رجعوا فاتهمهم أهله ، فرفعوهم إلى شريح ، فسألهم البينة على قتله ، فارتفعوا إلى علي فأخبروه بقول شريح فقال :
أوردها سعد وسعد مشتمل * ما هكذا يا سعد تورد الإبل ثم قال إن أصل السقي التشريع ، ثم فرق بينهم وسألهم . فاختلفوا ثم أقروا بقتله فقتلهم به :
وأخباره في هذا الباب مع عمر وغيره لا تكاد تحصى . قالوا وكما أنه أقضى الصحب في العلم الظاهر فهو أفقههم بالعلم الباطن : قال الحكيم الترمذي في قول المصطفى صلى الله عليه وسلم لعلي : البس الحلة التي خبأتها لك : هي عندنا حلة التوحيد ، فإن الغالب على علي التقدم في علم التوحيد ، وبه كان يبرز على عامة أصحاب رسول الله صلى الله عليه سلم . إلى هنا كلامه . ( وأفرضهم ) أي أكثرهم علما بمسائل قسمة المواريث وهو علم الفرائض ( زيد بن ثابت ) أي أنه يصير كذلك ، ومن ثم كان الحبر ابن عباس يتوسد عتبة بابه ليأخذ عنه ( وأقرؤهم ) أي أعلمهم بقراءة القرآن ( أبي ) بن كعب بالنسبة لجماعة مخصوصين أو وقت من

نام کتاب : فيض القدير شرح الجامع الصغير نویسنده : المناوي    جلد : 1  صفحه : 588
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست