889 - ( إذا وضع الطعام ) بين أيديكم : أي قرب إليكم لتأكلوه ( فاخلعوا نعالكم ) أي انزعوا ما في أرجلكم مما وقيت به الدم كمداس وتاسومة ونحو ذلك ( فإنه ) أي النزع ( أروح ) أكثر راحة ( لأقدامكم ) فيه إشارة إلى أن الأمر إرشادي لمصلحة تعود على القدم . ويتردد النظر في الخف ، والظاهر أنه لا يلحق به ( الدارمي ) في مسنده ( ك عن أنس ) وله شواهد كثيرة .
890 - ( إذا وضع الطعام ) بين أيدي الآكلين ( فليبدأ ) ندبا في الأكل ( أمير القوم ) لأن التقدم عليه ربما أورث فتنة وهو سوء أدب ( أو صاحب الطعام ) أي فإن لم يكن ثم أمير فليبدأ صاحب الطعام لأنه المالك فلا يتقدم عليه غيره في ملكه ( أو خير القوم ) أي فإن لم يحضر المالك أو حضر ولم يأكل لعذر فالأولى أن يبدأ أكثرهم علما وصلاحا فإن لم يكن فأرأسهم ( ابن عساكر ) في تاريخه ( عن أبي إدريس الخولاني ) السيد الجليل العابد الزاهد ذي الكرامات والخوارق ( مرسلا ) أرسل عن عدة من الصحابة .
891 - ( إذا وضع الطعام فخذوا ) أي تناولوا الأكل ندبا ( من حافته ) أي من جانب القصعة ( وذروا وسطه ) أي اتركوه ولا تأكلوا منه أولا ( فإن البركة ) أي الخير الإلهي والنمو تنزل في وسطه ثم تسري . قال الخطابي : يحتمل إطلاق النهي واختصاصه بمن أكل مع غيره ، لأن أفضل الطعام وأطيبه وجهه ، وإذا قصده بالأكل استأثر به . وهو ترك أدب وسوء عشرة . وأخذ بقضية الإطلاق في الإحياء فعد من آداب الأكل أن لا يأكل من ذروة القصعة ولا يأكل من وسط الطعام مطلقا ( عن ابن عباس ) رمز المصنف لصحته .
892 - ( إذا وضعت جنبك ) أي شقك ( على الفراش ) لتنام ليلا ، وكذا نهارا لكن الليل آكد ( وقرأت فاتحة الكتاب ) أي سورة الفاتحة ( وقل هو الله أحد ) أي سورتها ( فقد أمنت ) في نومك تلك الليلة ( من كل شئ ) يؤذيك ( إلا الموت ) فإن أجل الله إذا جاء لا يؤخر ، وهذا إذا قرأهما بحضور وجمع همة وصفاء قلب وقوة يقين بتصديق الرسول فيما يفعل ويقول ، وإلا فهيهات هيهات ( البزار ) في مسنده ( عن أنس ) قال الهيتمي فيه عسال بن عبيد وهو ضعيف ، ووثقه ابن حبان ، وبقية رجاله رجال الصحيح .