879 - ( إذا نمتم ) أي أردتم النوم ( فأطفئوا ) أخمدوا واسكتوا ( المصباح ) السراج ( فإن الفأرة ) بالهمز وتركه ( تأخذ الفتيلة ) تجرها من السراج ( فتحرق ) بضم الفوقية وسكون المهملة ( أهل البيت ) أي المحل الذي به السراج ، وعبر بالبيت لأنه الغالب ( وأغلقوا الأبواب ) فإن الشيطان لا يفتح بابا مغلقا ( وأوكؤ الأسقية ) اربطوا أفواه القرب ( وخمروا الشراب ) غطوا الماء وغيره من المائعات ولو بعرض عود كما مر . قال ابن دقيق العيد كالنووي : وقضية العلة أن السراج لو لم تصل إليه الفأرة لا يكره بقاؤه وقد يجب الإطفاء لعارض . قال ابن حجر : وكذا لو كان على منارة من نحو نحاس أملس لا يمكن الفأرة صعودها ، لكن قد يتعلق به مفسدة أخرى غير جر الفتيلة كسقوط شرره على بعض متاع ا لبيت ، فإن أمن زال المنع لزوال العلة . قال ابن دقيق العيد : وهذه الأوامر لا يحملها الأكثر على الوجوب ، ومذهب الظاهرية أولى بالالتزام به لأنهم لا يلتفتون إلى المفهومات والمناسبات ، وهذا الأوامر تتنوع بحب مقاصدها ، فمنها ما يحمل على الندب وهو التسمية على كل حال ومنها ما يحمل على الإرشاد والندب كغلق الباب لتعليله بأن الشيطان لا يفتح بابا مغلقا إذ الاحتراز من مخالطته مندوب ، وإن كان تحته مصالح دنيوية وكذا ربط السقاء وتخمير الإناء . - ( طب ك ) وكذا أحمد ( عن عبد الله بن سرجس قال جاءت فأرة فجرت الفتيلة فألقتها بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم على الخمرة فأحرقت مثل الدرهم ، فذكره ، قال الهيتمي : رجال أحمد والطبراني رجال الصحيح .
880 - ( إذا نهق الحمار ) أي علمتم بنهيقه بسماع أو خبر ( فتعوذوا ) ندبا ( بالله ) أي اعتصموا به ( من الشيطان الرجيم ) فإنه رأى شيطانا كما جاء تعليله في عدة أخبار من بعضها ، وفي مكارم الأخلاق للخرائطي عن الحسن أنه كان يقول عند نهيقه : بسم الله الرحمن الرحيم أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم . ( طب عن صهيب ) بضم المهملة وبفتح الهاء وسكون التحتية : ابن سنان النميري الرومي . قال الهيتمي : وفيه إسحاق بن يحيى بن طلحة متروك .
881 - ( إذا نودي للصلاة ) أي أذن مؤذن بأي صلاة كانت ( فتحت أبواب السماء واستجيب الدعاء ) قال الحليمي : معناه أن الله يستجيب للذين يسمعون النداء للصلاة فيأتونها ويقيمونها كما أمروا به إذا دعوه ويسألون ليكون إجابته إياهم إلى ما سألوه ثوابا عاجلا - لمسارعتهم لما أمرهم به .