خلفاء هذه الفترة بالله ( 371 ه ) تولى الخلافة بعد خلع الطائع لله بضغط من بهاء الدولة - البويهي - ، وجرد الخليفة العباسي من جميع السلطات ، ولم يبق له سوى الاسم في كثير من الأقاليم ، ونتيجة لهذا ظهر التمرد في جهات كثيرة من البلاد وذلك لضعف سلطته ، وعدم سيطرته على مقاليد الحكم ، ففي المشرق العربي ، وهي الجهة التي عاش فيها البيهقي ، تنازعتها في هذه الفترة ثلاث دول :
أ - الدولة البويهية ( 334 - 447 ه ) .
ب - الدولة الغزنوية ( 351 - 582 ه ) .
ج - الدولة السلجوقية ( 429 - 522 ه ) .
هذا في الشرق ، وأما الأندلس فقد كانت ميدانا للنزاع بين أعقاب الأمويين والعلويين من ذرية إدريس بن عبد الله ، فكانت الحال هناك في اضطراب يشبه ما كان في المشرق ويزيد عليه .
وأما في إفريقيا ومصر والشام فقد تعاقب عليها أمراء فاطميون ، استقلوا بأقاليمهم ، ولم يكن للخليفة العباسي أية سلطة عليهم ، وصار العالم الإسلامي مقطع الأوصال ، مفصوم العرى ، ليس له جامعة سياسية . وكل فريق من هؤلاء المتغلبين يعادي الآخر ويكيد له .
وخلاصة القول فقد تميز عصر البيهقي من هذه الناحية بتدهور سياسي رهيب ، قطع أوصال الدولة الإسلامية ، وجعلها دويلات متناثرة متباغضة ، وضعفت الخلافة ، وظهرت الفتن والاضطرابات .
ثانيا : الناحية الاجتماعية :
ونتيجة لسوء الحالة السياسية وانعدام السلطة المركزية كثرت الحروب