يد وهي الكف كما في مادة ( يدي ) في القاموس ، وعلى هذا النهج السديد الذي سلكه الصحابة والسلف وأهل الحديث في تأويل بعض الألفاظ سلك من جاء بعدهم من أهل السنة الأشاعرة والماتريدية كالحافظ البيهقي والحافظ النووي والبغوي وابن بطال وابن التين وابن حجر العسقلاني ، وما زال السطحيون أرباب الثقافة الدينية الضعيفة من المشبهة يرمونهم بالتعطيل والتجهم على ممر العصور ويثيرون الفتن ويضللون كثيرا من العامة الذين لا يميزون بين الغث والسمين ، وقد كان لهم - أعني الحشوية المشبهة - على ممر العصور من يشتغل بشئ من الحديث وينسب إلى الحفظ والأثر وهو لم يتلق باقي العلوم الضابطة الشارحة المبينة لعلم الحديث ، كالعربية والأصول والفقه على أحد ، فتنقل عنهم كلمات صريحة في التجسيم قالوها دون وعي بسبب ضعفهم العلمي كما نقل عن بعضهم أنه يثبت الحركة والجلوس والحد والجهة لله سبحانه ، تعالى عما يقولون وسبحانه عما يصفون ، وهؤلاء الذين اشتغلوا بعلم الحديث ولم يقرأوا باقي علوم الشريعة الغراء يصف حالهم ويجلي أمرهم الإمام الكوثري فيقول معلقا على قول الحافظ تقي الدين بن فهد في كتابه لحظ الألحاظ بذيل طبقات الحفاظ ص 261 في ترجمة ابن الشرايحي : ( ونشأ أميا لا يقرأ ولا يكتب وكان حافظا لا يدانى في معرفة الأجزاء . . . ) الخ .
قال الإمام الكوثري رحمه الله تعالى معلقا :
تراه نشأ عاميا لا يكتب ولا يقرأ كالمسند الشيخ يوسف الغسولي الذي يقول عنه ابن العماد كان أميا لا يكتب مع أنه من مشايخ الذهبي ، وكالمسند إسماعيل بن أبي عبد الله العسقلاني الراوي عن حنبل الرصافي وابن طبرزد وعنه يقال أيضا انه كان أميا لا يقرأ ولا يكتب . ولأمثاله كثرة بين الرواة على اختلاف القرون بل غالبهم بمجرد تعلمهم حروف التهجي في الكتاتيب ينصرفون إلى الراوية وإلى ملازمة مجالس السماع من صغرهم قبل تحصيل مبادئ العلوم