نسير وأحمد بن عيسى المصري . وأنه قال أيضا : يطرق لأهل البدع علينا فيجدون السبيل بأن يقولوا للحديث إذا احتج به عليهم : ليس هذا في كتاب الصحيح .
قال سعيد بن عمرو : فلما رجعت إلى نيسابور في المرة الثانية ذكرت لمسلم بن الحجاج إنكار أبي زرعة عليه ، وروايته في كتابه الصحيح عن أسباط بن نصر وقطن بن نسير وأحمد بن عيسى فقال لي مسلم : إنما قلت صحيح ، وإنما أدخلت من حديث أسباط وقطن وأحمد ما قد رواه الثقات عن شيوخهم ، إلا أنه ربما وقع إلى عنهم بارتفاع ، ويكون عندي من رواية أوثق منهم بنزول ، فأقتصر على ذلك ، وأصل الحديث معروف من رواية الثقات .
ولام أبو زرعة كذلك مسلما على روايته عن سويد بن سعيد الحدثاني . فقال :
من أين كنت آتي بنسخة حفص عن ميسرة بعلو ؟ .
ويتخلص مما تقدم أن أسباب رواية مسلم عمن هو متوسط ومن أفراد الطبقة الثانية التي هي دون الأولى في الصحة والسداد يعود إلى أربع نقاط :
1 - من هو ثابت العدالة والضبط عند مسلم ضعيف عند غيره أو أن الطعن غير مفسر ، أو أن الجرح غير مؤثر ، لأن بعضهم يجرح بما ليس بجارح .
2 - أن يقع في موقع المتابعة والاستشهاد لما ذكر في الأصول .
3 - رواية مسلم عمن اختلط في سلامته وقبل اختلاطه .
4 - أن يكون للحديث طريقان . أحدهما عال وفيه بعض الضعف والآخر نازل وقد سلم فيؤثر مسلم ذكر السند العالي على ما فيه ويحصل ذلك منه في بعض الأحيان .