والله إنهم لكاذبون ، لو يعلمون ما تلقى أمة محمد صلى الله عليه وسلم منه ما قالوا ذلك .
فلا يزال يعدل حتى يسير ، ويعبر الفرات ، وينزع الله من قلبه الرحمة .
ثم يسير إلى الموضع المعروف بقرقيسيا ، فيكون له بها وقعة عظيمة ، ولا يبقى بلد إلا بلغه خبره ، فيداخلهم من ذلك الجزع .
ثم يرجع دمشق ، وقد دان له الخلق ، فيجيش جيشين ؛ جيش إلى المدينة ، وجيش إلى المشرق ، فأما جيش المشرق فيقتلون بالزوراء سبعين ألفاً ، ويبقرون بطون ثلاثمائة امرأة ، ويخرج الجيش إلى الكوفة ، فيقتل بها خلقاً .
وأما جيش المدينة إذا توسطوا البيداء صاح به صائح ، وهو جبريل ، عليه السلام ، فلا يبقى منهم أحد إلا خسف الله به .
ويكون في أثر الجيش رجلان ، يقال لهما بشير ونذير ، فإذا أتيا الجيش لم يريا إلا رؤوساً خارجةً على الأرض ، فيسألان جبريل عليه السلام : ما أصاب الجيش ؟ فيقول : أنتما منهم ؟ فيقولان : نعم .
فيصيح بهما ، فتتحول وجوههما القهقهرى .
ويمضي أحدهما إلى المدينة وهو بشير ، فيبشرهم بما سلمهم الله عز وجل منه ، والآخر نذير ، فيرجع إلى السفياني ، فيخبره بما نال الجيش عند ذلك .