المقدمة في ذكر تصرم الأيام المهدية وذهابها وتضرك نار الفتن والتهابها قد علم ما يمن الله تعالى به على الأنام ، في الأيام المكرمة المهدية من عموم البركة والخير ، وفهم ما يدرأ به عن الأمة في الدولة المقدسة الإمامية من الضرر والضير ، وكل ذلك تنبيه على شرف من بنهضته بالقيام بها أقعد كل قائم ، وتنويه بذكر من بيقظته ويُمْنِ حركته سكن واطمأن كل نائم ، وإشارة إلى أن الله تعالى يتم به الدين كما بدأه بجده ، ويشفي بشفار صوارمه صدور قوم مؤمنين ويبيد أعداهم بحده .
ومن كان أبو هذا الوصي وجده النبي ، فلا غزو أن يملك من السيادة أعلى راياتها ، ومن كان الله تعالى له ولياً وبه حفياً فلا عجب أن يدرك من السعادة أقصى غاياتها ، ومعلوم أن كل نعيم في دار الزوال زائل ، وكل حال في فناء الفناء حائل ، فلا راد لما لله تعالى في مراد ، ولا صاد لحكمه جل ذكره في العباد والبلاد .