ألفاً ، ثم إن الله تعالى رحمهم ، فأوحى الله عز وجل إلى ملك من ملوك فارس ، أن سر إلى عبادي بني إسرائيل ، فاستنقذهم من بخت نصر ، وردهم إلى بيت المقدس ، مطيعين له أربعين سنة ، ثم يعودون ، فذلك قوله عز وجل في القرآن : " وإن عدتم عدنا " إن عدتم في المعاصي عدنا عليكم بشر من العذاب ، فعادوا ، فسلط عليهم طياليس ملك رومية ، فسباهم ، واستخرج حلي بيت المقدس والتابوت وغيره ، فيستخرجونه ويردونه إلى بيت المقدس ، ثم يسيرون حتى يأتوا مدينة يقال لها طاجنة ، فيفتحونها ، ثم يسيرون حتى يأتوا مدينة يقال لها القاطع ، وهي على البحر الذي لا يحمل جارية - يعني السفن - فيه " .
قيل : يا رسول الله ، ولم لا يحمل جارية ؟
قال : " لأنه ليس له قعر ، وإن ما ترون من خلجان ذلك البحر ، جعله الله عز وجل منافع لبني آدم ، لها قعور فهي تحمل السفن " .
قال : حذيفة فقال عبد الله بن سلام : والذي بعثك بالحق ، إن صفة هذه المدينة في التوراة ، طولها ألف ميل ، وعرضها خمسمائة ميل .