جبين تاريخ الحديث ودرة النهضة الحديثية فقد وجد الطبراني بعد كثرة تدوين المسانيد والمصنفات العظيمة في الحديث ووجود مؤلفات كثيرة في السنن وبعد غربلة الحديث وتمييز الضعيف من الصحيح غالبا .
ومنها : أن الطبراني أدرك بعض الأئمة الستة وتلاميذهم فقد أدرك عبد الله بن أحمد رواية المسند عن أبيه وأبا زرعة الدمشقي وعاصر الكثير من الحفاظ بين شيخ له وقرين وتلميذ فمن مشايخه الحفاظ : علي بن عبد العزيز البغوي ، وأبو مسلم الكجي ، وعبد الله بن أحمد ، ومطين ، وعبدان ، والنسائي ، وابن صاعد ، وأبو خليفة ، والقراطيسي ، وبكر بن سهل الدمياطي ، وابن عقدة وغيرهم ، ومن أقرانه الجعابي وأبو علي النيسابوري وأبو بكر بن مردويه ، وإبراهيم بن محمد بن حمزة ، وغيرهم من الحفاظ ومن الذين أخذوا عنه أبو نعيم الأصبهاني . توفي ( 430 ) ، وأبو الشيخ ابن حيان الأصبهاني . توفي ( 369 ه ) ، وأبو بكر أحمد بن مردويه . توفي ( 410 ) والحافظ أبو بكر محمد أحمد الذكواني توفي ( 419 ه ) ، والحافظ أبو سعيد الصغار توفي ( 437 ه ) ، وأبو بكر محمد بن عبد الله الرباطي توفي ( 420 ه ) ، وغيرهم جم غفير فوجدوه في هذا العصر الذي هو عصر المعارف العامة والخاصة عصر الحفاظ أوصله إلى قمة المجد واقتعد غارب الحفظ .
* إضافة إلى ازدهار النحو والأدب وعلم القراءات والفلسفة وعلم الطب وعلم الفلك والتاريخ العام والتاريخ الخاص والجرح والتعديل وغيرها من المؤلفات في شتى الفنون فقد كان عصرا ذهبيا بحق فهذه كلها أثرت في شخصية الطبراني وتنمية قدراته وكثرة مؤلفاته ، مع ما كان يتمتع به من ذكاء فائق وحرص على التحصيل وتنظيم الرحلة إلى غالب الأقطار الإسلامية والحزم والعزم والتحاف السماء وافتراش الأرض والصبر على كل مكروه في سبيل تحصيل الحديث فكل هذه العوامل وغيرها جعلته شخصية غير عادية .
ومن المؤثرات طول العمر فقد عاش قرنا كاملا وهو يجد ويجتهد ويحدث