قال وقال سهل ما نظر أحد إلى نفسه فأفلح ولا ادعى لنفسه حالا فتم له والسعيد من الخلق من صرف بصره عن أفعاله وأقواله وفتح له سبيل الفضل والأفضال ورؤية منة الله عليه في جميع الأفعال والشقي من زين في عينه أفعاله وأقواله فافتخر بها وادعاها لنفسه فسوف تهلكه يوما فإن لم تهلكه في الوقت ألا ترى الله عز وجل كيف حكى عن قارون قوله إنما أؤتيته على علم عندي نسي الفضل وادعى لنفسه فضلا فخسف الله به ظاهرا وكم قد خسف بالأشرار وأصحابها لا يشعرون بذلك وخسف الأشرار هو منع العصمة والرد إلى الحول والقوة وإطلاق اللسان بالدعاوي العريضة والعمى عن رؤية الفضل والقعود عن القيام بالشكر على ما أولي وأعطي حينئذ يكون وقت الزوال 242 أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو بكر محمد بن جعفر الآدمي القارئ ثنا أبو العيناء ثنا عمر بن إسماعيل بن مجالد بن سعيد الهمداني ثنا أبي عن مجالد عن الشعبي عن محمد بن الأشعث الكندي قال إن لكل شيء دولة حتى إن للحمق على العقل دولة قال البيهقي رحمه الله الدولة لمن وافقه القضاء والتقدير قال الله تعالى وتلك الأيام نداولها بين الناس 243 أخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال سمعت أبا عبد الله محمد بن إبراهيم بن حمش يقول سمعت أبي يقول إذا لم تطع ربك فلا تأكل رزقه وإذا لم تجتنب نهيه فأخرج من مملكته وإذا لم ترض بفعله فأطلب ربا سواه وإذا عصيته فأخرج إلى مكان لا يراك 244 أخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال سمعت أبا منصور الصوفي بن ابنة إبراهيم بن حمش الزاهد يقول سمعت جدي يقول يضحك القضاء من الحذر ويضحك الأجل من الأمل ويضحك التقدير من التدبير وتضحك القسمة من الجهد والغناء