مصاحفنا غير حال فيها كما أن الله تعالى مذكور في الحقيقة بألسنتنا معلوم في قلوبنا معبود في مساجدنا غير حال فيها وكلام الله تعالى ولا حد لاختلاف فيه ولا تعداد ولا حصر ولا قليل ولا كثير غير أنه إذا قرئ بالعربية سمي قرآنا وإذا قرئ بالسريانية سمي إنجيلا وإذا قرئ بالعبرانية سمي توراة وإنما سمي في هذه الشريعة قراءة ما سمي قرأنا دون ما سمي توراة وإنجيلا لأن الله تعالى كذب أهل التوراة والإنجيل الذين كانوا على عهد نبينا صلى الله عليه وسلم وأخبر عن خيانتهم وتحريفهم الكلام عن مواضعه ووضعهم الكتاب ثم يقولون هذا من عند الله وما هو من عند الله ويقولون على الله الكذب وهم يعلمون فلا يأمن المسلم إذا قرأ شيئا من كتبهم أن يكون ذلك من وضع اليهود والنصارى 175 وقد أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان ثنا أحمد بن عبيد الصفار عن عبد الله بن الصقر بن نصر السكري ثنا أبو مروان ثنا إبراهيم بن سعد عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن بن عباس قال كيف تسألون أهل الكتاب عن شيء وكتابكم الذي أنزل الله عز وجل على نبيه صلى الله عليه وسلم أحدث الأخبار تقرؤونه محضا لم يشب ثم يخبركم الله في كتابه أنهم قد غيروا كتاب الله وبدلوه وكتبوا الكتاب بأيديهم ثم قالوا هو من عند الله ليشتروا به ثمنا قليلا ألا ينهاكم العلم الذين جاءكم عن مسألتهم والله ما رأينا رجلا منهم قط سألكم عما أنزل الله إليكم 176 وأخبرنا علي عن أحمد بن عبيد ثنا عبيد بن بشر ثنا يحيى بن بكير ثنا الليث عن يونس عن بن شهاب عن عبيد الله بن عبد الله عن بن عباس قال يا معشر المسلمين كيف تسألون أهل الكتاب عن شيء وكتابكم الذي أنزل الله على نبيكم أحدث الأخبار بالله تقرؤونه فذكر نحوه رواه البخاري في الصحيح عن يحيى بن بكير وعن موسى بن إسماعيل