كونوا حجارة وكونوا قردة خاسئين ويكون قوله كن متعلقا بما يكون في الوقت الذي يكون في المعلوم أنه يكون فيه فلا يكون ذلك الوقت إلا كان كما يكون نفسه سامعا للصوت وقت وجود الصوت وإن كان قبل ذلك سامعا أيضا إلا أنه يتعلق بالصوت وقت وجوده في أنه سمعه حينئذ لا قبله والفاء في قوله فيكون لا تقتضي أن يكون للتعقيب مع ما علق عليه لأن ذلك جواب إنما فكأنه قال لا يكون قوله كن متعلقا بما يكون إلا كان في الحال التي علم أنه يكون فيها وأن لا يوجب استقبال لأن ذلك مع ما بعده بمنزلة المصدر كما كان قوله وأن تصوموا خير لكم معناه والصيام خير لكم وذلك لا يقتضي استقبالا قلنا وقد قال الله عز وجل في إثبات صفة الكلام لنفسه ونفي النفاد عنه قل لو كان البحر مدادا لكلمات ربي لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربي ولو جئنا بمثله مددا 109 وإنما ذكرها بلفظ الجمع على طريق التعظيم كقوله إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون قال البيهقي رحمه الله قال وكلم الله موسى تكليما فوكده بالتكرار وأخبر الله عز وجل بما كلم به موسى فقال يا موسى إني أنا ربك فاخلع نعليك إنك بالواد المقدس طوى وأنا اخترتك فاستمع لما يوحى إنني أنا الله لا إله إلا أنا فاعبدني وأقم الصلاة لذكري إلى قوله « واصطنعتك لنفسي » وقال « يا موسى إني اصطفيتك على الناس برسالاتي وبكلامي فخذ ما آتيتك وكن من الشاكرين » الأعراف 144