قالوا فنقول هو ساحر قال فما هو ساحر لقد رأينا السحار وسحرهم فما هو بنفثه ولا عقده فقالوا فما نقول يا أبا عبد شمس قال والله إن لقوله لحلاوة وإن أصله لمغدق وإن فرعه لجني فما أنتم بقائلين من هذا شيئا إلا عرف أنه باطل وإن أقرب القول أن تقولوا ساحر يفرق بين المرء وبين أبيه وبين المرء وبين أخيه وبين المرء وبين زوجه وبين المرء وبين عشيرته فتفرقوا عنه بذلك فأنزل الله عز وجل في الوليد بن المغيرة « ذرني ومن خلقت وحيدا » إلى قوله سأصليه سقر 135 أخبرناه أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أحمد بن عبد الجبار ثنا يونس بن بكير عن بن إسحاق حدثني محمد بن أبي محمد عن سعيد بن جبير أو عكرمة عن بن عباس رضي الله عنهما أن الوليد بن المغيرة اجتمع ونفر من قريش فذكره وقد ذكرناه في كتاب دلائل النبوة في الجزء الثامن منه مع سائر ما ورد عن النضر بن الحارث وعتبة بن ربيعة وغيرهما فيما قالوا عند سماع القرآن واعترفوا به من أنهم لم يسمعوا بمثله وفي القرآن وجهان من الإعجاز أحدهما ما فيه من الخبر عن الغيب وذلك في قوله عز وجل « ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون » وقوله « ليستخلفنهم في الأرض » النور 55