نام کتاب : شرح مسند أبي حنيفة نویسنده : ملا علي القاري جلد : 1 صفحه : 41
جارية قبطية اسمها مارية ، وكان الناس يزعمون على طريق الجاهلية التابعين للحكماء والفلاسفة أن الشمس والقمر لا ينكسفان إلا لولادة عظيم أو لموته ( فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فخطب ) أي قائما في مقام أو على منبره ، وقف نظامه وأثنى بمحامد ربه في كلامه ( فقال إن الشمس والقمر آيتان ) عظيمتان من آيات الله الآفاقية ، كما قال الله تعالى : ( وجعلنا الشمس والقمر آيتين ) ( لا تنكسفان ) بالتأنيث لتغليب الشمس فإنها أقوى ، وهو الأنسب وبالتذكير لتغليب القمر وهو أقرب والأصح أن الكسوف والخسوف يطلق على كل منهما إلا أن الكسوف في الشمس والخسوف في القمر أكثر ومنه قوله تعالى وخسف القمر ، والحاصل أنهما لا يتغيران ( لموت أحد ولا لحياته ) أي ولادته ، ( فإذا رأيتم ذلك ) أي ما ذكر من كسوف أو خسوف ( فصلوا ) أي بجماعة في الكسوف مع إمام الجمعة وفرادى في الخسوف على طريق السنة ، ويصلى للكسوف فرادى كما يصلى جماعة بالاتفاق ، والحديث في البخاري ورواه الترمذي في الشمائل ، عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال : انكسفت الشمس على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فقام يصلي ، ولما صلى ركعتين انجلت الشمس ، وقد ركع في كل ركعة ركوعا ، وفي رواية النسائي فصلى بهم ركعتين كما يصلون ، وروى ابن حيان أنه عليه الصلاة والسلام صلى في كسوف الشمس والقمر ركعتين مثل صلاتكم . وقد بسطت الكلام على هذا المقام في الحرز الثمين لشرح الحصن الحصين . ( واحمدوا الله ) على آلائه واشكروا على نعمائه ( وكبروه ) أي عظموه ووقروه ( وسبحوه ) أي تنزهوا عن كل ما لا يليق بذاته وصفاته ( حتى ينجلي ) أي تنكشف أيهما انكشفت وهذه الخطبة بمجرد الموعظة فقد قال أبو حنيفة رضي الله عنه وأحمد لا تسن لكسوف الشمس ولا لخسوف القمر خطبة .
نام کتاب : شرح مسند أبي حنيفة نویسنده : ملا علي القاري جلد : 1 صفحه : 41