نام کتاب : شرح مسند أبي حنيفة نویسنده : ملا علي القاري جلد : 1 صفحه : 334
وبه ( عن علقمة عن ابن بريدة ، عن أبيه قال : خرجنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في جنازة ) أي معها ولأجلها ( فأتى قبر أمه فجاء ) أي فرجع ( وهو يبكي أشد البكاء حتى كادت نفسه تخرج من بين جنبيه ) أي من جميع أجزاء جسده ، والمعنى أنه قرب أن يموت من شدة حزنه ، ( قال ) : أي بريدة ، ( قلنا ) : أي نحن معشر الصحابة الحاضرين ( يا رسول الله ما يبكيك ) أي ، أي شئ سبب بكائك ؟ ( قال : " استأذنت ربي قي زيارة قبر أم محمد " ) . فيه وضع الظاهر موضع المضمر ، أي قبر أمي ( فأذن لي ) ، ولعل الحكمة في إذنه ليكون سببا في تخفيف عذاب أمه ( واستأذنته في الشفاعة ) أي لرفع عذاب عنها من أجله ( فأبى علي ) أي لم يأذن ولم يقبل مني لقوله سبحانه : ( إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ) وهذا دليل صريح في أن أمه ماتت كافرة أنها في النار داخلة مخلدة ، وهو الذي اعتقده أبو حنيفة ، وذكره في فقهه الأكبر من أن والدي رسول الله صلى الله عليه وسلم ماتا على الكفر وعارضه السيوطي في رسائل ، وأتى ببعض الدلائل مما ليس تحتها شئ من الطائل ، وقد جعلت رسالة مستقلة في تحقيق هذه المسألة ، وتدقيق ما يتعلق بها من الأدلة . ( وفي رواية لأبي حنيفة عن بريدة قال : استأذن النبي صلى الله عليه وسلم ربه ) في زيارة قبر أمه ، ( فأذن له ، فانطلق ، وانطلق ) معه ( المسلمون حتى انتهوا إلى قريب من
نام کتاب : شرح مسند أبي حنيفة نویسنده : ملا علي القاري جلد : 1 صفحه : 334