نام کتاب : شرح مسند أبي حنيفة نویسنده : ملا علي القاري جلد : 1 صفحه : 332
فزوروها ) أي قبوركم ، فهذا الحكم ناسخ للأول ، وهل يشتمل النساء أو لا فيه خلاف ، ( ولا تقولوا هجرا ) بضم ، فسكون أي فحشا من الكلام كالنياحة وغيرها . وفي رواية ابن ماجة كنت نهيتكم عن زيارة القبور ألا فزوروها فإنها ترق القلب وتدمع العين ، وتذكر الآخرة ولا تقولوا هجرا ، ( وعن لحوم الأضاحي ) أي نهيناكم عن ( أن تمسكوها ) أي تدخروها ، وهو بدل اشتمال عما قبله ، ( فوق ثلاثة أيام ، وإنما نهيناكم ) أي أولا ( ليوسع موسركم ) أي غنيكم ( على فقيركم ) رحمة على الفقراء وشفقة على الضعفاء ، وزيادة مثوبة للأغنياء ، ( والآن قد وسع الله عليكم ) بإيصال كثرة الخير إليكم ، ( فكلوا ) أي بعضه ، أو كله وتزودوا ، أي ادخروا لزاد المعاش إن شئتم ، لكن الأفضل أن يأكل ثلثه ، ويطعم الفقراء ثلثه ، ويهدي الجيران ونحوهم ثلثه ، ليكون جامعا بين علم المعاش وزاد المعاد . وفي رواية الترمذي عن بريدة : كنت نهيتكم عن لحوم الأضاحي فوق ثلاث ليتسع ذو الطول على من لا طول له ، فكلوا ما بدا لكم وأطعموا وادخروا ( وعن الشرب ) ، أي ونهيناكم عن الشرب ( في الحنتم ) أي الجرة الخضراء ، ( والمزفت ) أي الظرف المطلي بالزفت وهو القير . وفي رواية عن النقير والدباء والنقير هو المنقور من الخشب والسبب في منعه أن هذه الظروف كانت معدة للخمر فأراد صلى الله عليه وسلم المبالغة في منعها ، ومنع ملابستها ، ثم أذن بقوله : ( " فاشربوا " ) أي الآن ( في كل ظرف شئتم ) من هذه الظروف وغيرها ، ( فإن الظرف لا يحل شيئا ) أي حقيقة ، ( ولا يحرمه " ) لكن بالجر إلى صورة المعصية ، فوجب الكراهية في قرب المعاهدة ، ( ولا تشربوا مسكرا ) أي ولو لم يكن خمرا .
نام کتاب : شرح مسند أبي حنيفة نویسنده : ملا علي القاري جلد : 1 صفحه : 332