نام کتاب : شرح مسند أبي حنيفة نویسنده : ملا علي القاري جلد : 1 صفحه : 330
والحاصل أن السؤال الأول وجوابه تحقيق الإيمان ، وتصديقه من جهة الباطني ، والثاني انقياد الظاهر ، وهذا فرق لغوي ، وفي الاعتبار الشرعي مفهوم الإيمان والإسلام واحد ، فكل مؤمن مسلم ، كما أن كل مسلم مؤمن . نعم يدل الحديث على أن الإيمان في التحقيق مجرد التصديق ، وأما الإقرار فشرط لإجراء أحكام الإسلام ، وأما بقية الأعمال فمن باب الإكمال ، والله أعلم بالأحوال . قال : فأخبرني عن الإحسان ) ؟ أي تحسين الإيمان والإسلام في مقام المرام ما هو ( قال : " الإحسان أن تعمل لله " ) وفي الرواية المشهورة أن تعبد الله ( كأنك تراه ) حاضرا لديك ، وناظرا إليك ، ( فإن لم تكن تراه ) أي تشاهده بهذا المنوال ، ( فإنه يراك ) أي فاعلم أنه يراك في جميع الأحوال ، فيجب عليك أن تحسن الأعمال ( قال : ) أي الراوي ، ( فإذا فعلت ذلك ، فأنا محسن ) في عمله ، ( قال : نعم ، قال : صدقت ، قال : فأخبرني عن الساعة ) متى ينتهي أي أين وقت وقوعها ؟ ( قال : " ما المسؤول عنها بأعلم من السائل " ) أي كل مسؤول عنها عاجز من جوابه كالسائل عنها ، فإنه سبحانه استأثر بعلمها ، فلا يعلمها إلا هو ، ( ولكن لها أشراطا ) هي علامات تدل على قربها ( فهي من الخمس التي استأثر الله بها ) ، وفي الصحيح مفاتيح الغيب الخمس ، فقال : أي فقرأ استشهادا أو فكر اعتقادا ( إن الله عنده ) أي لا عند غيره ( علم الساعة ) ، أي علم وقت قيام ساعة القيامة ، ( وينزل الغيث ) في وقت يعلمه ، ( ويعلم ما في
نام کتاب : شرح مسند أبي حنيفة نویسنده : ملا علي القاري جلد : 1 صفحه : 330