نام کتاب : شرح مسند أبي حنيفة نویسنده : ملا علي القاري جلد : 1 صفحه : 594
وفي رواية : إخلاصه أن يحجزه عن محارم الله تعالى ، وأما آخره ، فقد رواه أحمد والترمذي وابن ماجة ، والحاكم ، عن عمر ولفظه : " لو أنكم تتوكلون على الله حق توكله ، يرزقكم كما يرزق الطير تغدو خماصا وتروح بطانا " . ورواه البيهقي عنه بلفظ : " توكلون على الله حق توكله ، لرزقت كما يرزق الطير ، تغذوا خماصا وتروح بطانا . وورد في حديث صحيح برواية الشيخين وغيرهما عن جماعة من الصحابة من ألفاظ مختلفة أن سبعين ألفا يدخلون الجنة بغير حساب ، هم الذين لا يسترقون ولا يتطيرون ولا يكتوون ويؤيده قوله عليه السلام : لا تقتلوا الجراد فإنه جند الله الأعظم ، رواه الطبراني وعلى ربهم يتوكلون . التوكل نوعان قال الكردري : التوكل نوعان : الأول ، وهو سكون النفس إلى ما سبق في القضاء بلا مبالاة لفوات نفع ، أو دفع ضرر والاضطراب ، وعدم مساواة الوصول والحرمان عنده بنفي وجود هذا النوع من التوكل ، وكذلك الميل إلى الأسباب ، والاشتغال بها يدفع هذا النوع إليه ، أشاد عليه السلام بقوله : " لو توكلتم على الله حق توكله " لأن من المعلوم أن الطير لا يلتفت إلى حصول نفع ودفع ضرر ، لا يبالي بالوصول ، والحرمان . والتوكل فقال : لو كنتم على صفة غير مبال بنيل أو فوات ، وكنتم متوكلين حق التوكل أدركتم فأقسم لكم من غير حرث ولا زرع . وهذا هو المندوب المدعو إليه ، والثاني ، وهو مأذون في غير المدعو إليه ، وهو ما يكون لرفع الضرر والمكاره ، فإنه أيضا توكل ، إلا أنه ناقص ، ألا ترى أن عمر قال لما قال النبي صلى الله عليه وسلم عن الطير : " أرسل ناقتي أم أقيد ، وأتوكل ، قال : لا بل قيد وتوكل " . فإن كان يريد بالتوكل التحرز من الآفات والبلاء ، لا السكون إلى ما سبق من القضاء ، فأمره النبي صلى الله عليه وسلم بالنوع الذي وقع فيه المشورة إذ المستشار مؤتمن ، ومثله ما
نام کتاب : شرح مسند أبي حنيفة نویسنده : ملا علي القاري جلد : 1 صفحه : 594