نام کتاب : شرح مسند أبي حنيفة نویسنده : ملا علي القاري جلد : 1 صفحه : 376
ومن في قوله ( من تلاوة آية ) تبعيضية أو تقليلية ( فإنه يسمع بك يوم القيامة ، كما سمعت به ) أي الناس ، قصاصا جزاء وفاقا . وفي الحديث : من سمع ، سمع الله به ، ومن رأيا ، رأي الله به ، كما رواه أحمد ومسلم ، عن ابن عباس ، والمعنى : من سمع حديثه الناس بما يفعله ليلا ويقصد به الرياء والسمعة ، فضحه الله يوم القيامة ( ولا يظلم ربك أحدا ) بزيادة عقاب ، أو نقصان ثواب ( وأما الذي آمرك به كما أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم بركعتي الفجر ) ، لا تتركهما ، بل واظب عليهما ( فإن فيهما ) أي في الإتيان بهما ( الرغائب ) أي أسباب الرغبة إلى المراتب ، وسمو المطالب ، وقد سبق أنهما السنن الرواتب ، بل قيل إنهما واجبتان . ذكر اللحد وبه : ( عن علقمة ، عن ابن بريدة ، عن أبيه ، قال : ألحد النبي صلى الله عليه وسلم ) أي أدخل اللحد وأمر بالإدخال فيه ( واحدا ) أي من الصحابة ، كأنه ما عرف باسمه ( من قبل القبلة ) بكسر القاف ، وفتح الموحدة ، أي من طرفها وجانبها ، وقبالتها ، كما هو مذهبنا ، وذلك بأن توضع الجنازة في جانب القبلة من القبر ، ويحمل الميت ، فيوضع في اللحد ، فيكون الآخذ له مستقبل القبلة حال الأخذ ، لا من جانب رأس الميت ، كما هو مذهب الشافعي ، فإن عنده يسل سلا ، وهو : بأن يوضع السرير في مؤخر القبر حتى يكون رأس الميت بإزاء موضع قدميه من القبر ، ثم يدخل رأس الميت القبر ويسل كذلك ، أو يكون رجلاه موضع رأسه ، ثم يدخل رجلاه ويسل كذلك ، وقد قيل كل منهما .
نام کتاب : شرح مسند أبي حنيفة نویسنده : ملا علي القاري جلد : 1 صفحه : 376