ولم يكتف الناصر والمستنصر بتتبع الشيعة في مملكتهما وقتلهم [1] ، وإنما سعى الناصر خاصة إلى زعزعة كيان الدولة الفاطمية في إفريقية بتأييد الثوار عليها حتى وإن كانوا خوارجا أباضية مثل أبي يزيد مخلد بن كيداد [2] . وعلى ضوء هذا يمكن فهم سياسة الناصر " بإطلاق اللعن على ملوك الشيعة بجميع منابر الأندلس " [3] . وقد حرص الأمويون على محاربة التشيع المذهبي بوسائل متعددة منها الفكر والأدب . فهذا هو المستنصر ، الذي يوصف بأنه أحوذي ونسيج وحده في الأنساب [4] ، يطلب التأليف في أنساب الطالبيين ، خاصة الذين قدموا إلى المغرب ، وقد صنف له ابن الشبانية كتابا في ذلك [5] ، مما يدل على أن الغرض منه كان سياسيا ، هذا في الوقت الذي صنف قاسم بن أصبغ أحد شيوخ المستنصر كتابا في فضائل بني أمية [6] . وقد نظم ابن عبد ربه أرجوزته التي أسقط فيها خلافة علي واعتبر معاوية رابع الخلفاء ، حتى قيل إن تلك الأرجوزة قد شقت على المعز الفاطمي إلى أن عارضها شاعره الإيادي التونسي بأخرى [7] .
ولكن روح لمحافظة السنية في المجتمع الأندلسي فإن تقبلت