وقال : ( إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون ) .
فخلق عيسى وآدم بقوله : ( كن ) . وليس بين هاتين الآيتين خلاف وأما تحريفهم : ( من ذكر من ربهم محدث ) فإنما حدث عند النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه لما علم الله ما لم يكن يعلم .
وقال أبو عبد الله : والقرآن كلام الله غير مخلوق ، لقول الله عز وجل ( إن ربكم الله الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش ، يغشي الليل النهار يطلبه حثيثا والشمس والقمر والنجوم مسخرات بأمره ) .
فبين أن الخلائق والطلب ، والحثيث والمسخرات بأمره ، شرح فقال : ( ألا له الخلق والأمر تبارك الله رب العالمين ) .
قال ابن عيينة : قد بين الله الخلق من الأمر بقوله : ( ألا له الخلق والأمر ) فالخلق بأمره كقوله : ( لله الأمر من قبل ومن بعد ) .
وكقوله : ( إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون ) وكقوله : ( ومن آياته أن تقوم السماء والأرض بأمره ) ولم يقل بخلقه .
حدثنا أصبغ أخبرني عبد الله بن وهب أخبرني يحيى بن أيوب عن ابن جريج عن مجاهد قال : قلت لعبد الله بن عباس رضي الله عنهما : ما القدر . . ؟ قال ، قال : يا مجاهد ، أين قوله : ( ألا له الخلق والأمر ) ؟ .