غير متخيل ولا متصور ولا داخل في الوهم فقد صدقت فإن الله سبحانه وتعالى كذلك ( 2 ) ؟ فإنه لا يدخل في الوهم والتصور والخيال إلا جسم له لون وقدر فالمنفك عن اللون والقدر لا يتصوره الخيال ، فإن الخيال قد أنس بالمبصرات فلا يتوهم الشئ إلا على وفق مرآه ولا يستطيع أن يتوهم ما لا يوافقه .
وإن أراد الخصم أنه ليس بمعقول أي ليس بمعلوم بدليل العقل !
فهو محال ، إذ قدمنا الدليل على ثبوته ولا معنى للمعقول إلا ما اضطر العقل إلى الاذعان للتصديق به بموجب الدليل الذي لا يمكن مخالفته ، وقد تحقق هذا ، فإن قال الخصم : فما لا يتصور في الخيال لا وجود له ! ! ( قلنا ) : فلنحكم بان الخيال لا وجود له في نفسه فإن الخيال نفسه لا يدخل في الخيال . . . وكذلك العلم والقدرة وكذلك الصوت والرائحة ولو كلف الوهم أن يتحقق ذاتا للصرت لقدر له لونا ومقدارا وتصوره كذلك " اه باختصار .
.