ذكر ثلاثة أقوال في تفسير حديث : " . . . ولا تعد " ، وبيان الراجح منها ، وحديث الركوع حين يدخل المسجد ، ثم يدب إلى الصف ، وبيان صحته
الرد على من حمل حديث ، وابصة على الندب ، وحديث ابن شيبان على نفي الكمال ، والتوفيق بينهما وبين حديث أبي بكرة ، وكلام الإمام أحمد في ذلك
قال تحت رقم 4 - في التعليق تفسيرا لقوله ( ص ) : " زادك الله حرصا ولا تعد " : " قيل : لا تعد في تأخير المجئ إلى الصلاة ، وقيل : لا تعد إلى دخولك في الصف وأنت راكع ، وقيل : لا تعد إلى الإتيان إلى الصلاة مسرعا " . " إذا أتيتم الصلاة فعليكم بالسكينة ، ولا تأتوها وأنتم تسعون ، فما أدركتم فصلوا ، وما فاتكم فأتموا " . متفق عليه . وأما القول الذي قبله ، فلا يصح ما يؤيده ، بل هو مخالف لحديث عطاء بن أبي يسار أنه سمع عبد الله بن الزبير على المنبر يقول للناس : إذا دخل أحدكم المسجد والناس ركوع ، فليركع حين يدخل ، ثم ليدب راكعا ، حتى يدخل في الصف ، فإن ذلك السنة ، قال عطاء : وقد رأيته هو يفعل ذلك . أخرجه ابن خزيمة ( 1571 ) ، والطبراني ، والحاكم وصححه ، ووافقه الذهبي ، وهو كما قالا على ما بينته في " الصحيحة " ( 229 ) ، وجرى عليه عمل السلف ، كأبي بكر وزيد بن ثابت وابن مسعود ، وقد خرجت آثارهم في ذلك هناك . وأما الحديث المخالف له فهو ضعيف ، وله علة خفية بينتها في " الضعيفة " ( 977 ) ، ولهذا لم يأخذ به الإمام أحمد ، بل أخذ بحديث ابن الزبير ، كما يأتي قريبا . قوله تحت رقم 4 - : " قال ابن الهمام : وحمل أئمتنا حديث وابصة على الندب ، وحديث علي بن شيبان على نفي الكمال ، ليوافقا حديث أبي بكرة ، إذ ظاهره عدم لزوم الإعادة لعدم أمره بها " . قلت : لا تعارض بين الحديثين من جهة ، وحديث أبي بكرة من جهة أخرى ،