عمن يلقاه " [1] . وقد وجدت للحديث علة أخرى ، وهي الوقف ، فقد أخرجه ابن أبي شيبة في " المصنف " ( 1 / 297 ) من طريق أبي بردة قال : كان أبو موسى إذا فرغ من صلاته قال : " اللهم اغفر لي ذنبي ، ويسر لي أمري ، وبارك لي في رزقي " . وسنده صحيح ، وهذا يرجح أن الحديث أصله موقوف ، وأنه لا يصح رفعه ، وأنه من أذكار الصلاة لو صح . وقد غفل عن هذا التحقيق المعلق على " زاد المعاد " ، فإنه صرح بأن سنده صحيح تبعا للنووي ، ثم تعقب مؤلف " الزاد " الذي ذكر الحديث في أدعية الصلاة ، فقال : " ولم نر من ذكره في أدعية الصلاة كما ذكر المصنف " ! ! نعم الدعاء الذي في الحديث له شاهد ذكرته في " غاية المرام " ( ص 85 ) ، فالدعاء به مطلقا غير مقيد بالصلاة أو الوضوء حسن ، ولذلك أوردته في " صحيح الجامع " ( 1276 ) ، وغفل عن هذا بعض إخواننا ، فأورده فيما يقال في الوضوء أو الصلاة - والشك مني - فرسالته لا تطولها الآن يدي . قوله تحت رقم 16 - : " رأما دعاء : اللهم اجعلني من التوابين واجعلني من المتطهرين . فهي في رواية الترمذي ، وقد قال في الحديث : وفي إسناده اضطراب ، ولا يصح فيه شئ كبير " . قلت : هذا الكلام يوهم أن الدعاء المذكور جاء في حديث تفرد بإخراجه الترمذي ، وأعله بالاضطراب ، والواقع أن الحديث أصله عند مسلم وغيره من حديث عمر ، وقد ذكره المؤلف قبيل هذا الكلام ، وكذلك رواه الترمذي ، وزاد فيه .
[1] نقلته من " تحفة الأبرار بنكت الأذكار " للسيوطي ، وهي نسخة خطية في المكتبة العبيدية بدمشق