قوله في فضل السعي إليها . . . : " ( 1 ) روى أحمد والشيخان عن أبي هريرة أن النبي ( ص ) قال : من غدا إلى المسجد وراح ، أعد الله له الجنة نزلا كلما غدا أو راح " . قلت : هذا لفظ أحمد في " المسند " ( 2 / 509 ) ، ويبدو لي أنه قد وقع فيه اختصار يسير من بعض رواة " المسند " أخل بالمعنى المقصود منه ، فإن لفظه عند مسلم : " من غدا إلى المسجد أو راح ، أعد الله له في الجنة نزلا كلما غدا أو راح " . وهكذا أخرجه أحمد أيضا بالحرف الواحد في " كتاب الزهد " ( ص 3 ) ، وهو أول حديث منه ، وسنده سنده في " المسند " ، ورواية البخاري نحوه . ولا يخفى أن اعداد الجنة نزلا ، هو غير إعداد نزل فيها كلما غدا أو راح ، فإن اللفظين يفيدان ضمان الجنة لمن غدا أو راح ، لكن اللفظ الثاني يزيد على الأول أن له منازل فيها على عدد غدوه ورواحه . فتأمل . ولهذا ينبغي لس يشتغل بكتب السنة أن يجعل عمدته على " الصحيحين " ، لاتفاق الأمة عليهما ، واعتنائها بروايتهما أكثر من غيرهما من كتب السنة الأخرى . وقوله : " ( ب ) وروى أحمد و . . و . . والترمذي وحسنه والحكم وصححه عن أبي سعيد أن النبي ( ص ) قال : إذا رأيتم الرجل يعتاد المساجد فاشهدوا له بالإيمان . . . " . قلت : ليس بصحيح ولا حسن الإسناد ، لأنه من طريق دراج أبي السمح عن أي الهيثم عن أبي سعيد ، ودراج هذا قال الحافظ في " التقريب " : " صدوق ، في حديثه عن أبي الهيثم ضعف " . ولذلك تعقب الذهبي الحاكم بقوله :