نام کتاب : تصحيفات المحدثين نویسنده : حسن العسكري جلد : 0 صفحه : 37
فالراوي الذي يندر منه التصحيف ولا يؤثر على معنى ما يرويه تأثيرا قبيحا يستهجن به : فهذا لا يؤثر عليه تصحيفه ، ويبقى مقبول الرواية موصوفا بالضبط . ومثال التصحيف غير القبيح : ما حكاه ابن الصلاح وغيره أن أبا بكر الصولي روى حديث : ( من صام رمضان وأتبعه ستا من شوال ) فصحفه وقال : وأتبعه شيئا من شوال . أما فاحش التصحيف وكثيره فيقال فيه : سيئ الضبط ، أو ما هو أشد من ذلك ، ويترك حديثه . قال أبو أحمد العسكري : ( أخبرنا عبد الرحمن بن أبي حاتم إجازة ، أنبأنا أحمد بن عمير الطبري ، حدثنا عبد الله بن الزبير الحميدي في كلام ذكر فيه قال : فإن قال : فما الغفلة التي ترد بها حديث الرجل الرضى الذي لا يعرف يكذب ؟ قلت : هو أن يكون في كتابه غلط ، فيقال له في ذلك ، فيترك ما في كتابه ، فيحدث بما قالوا ويغيره بقولهم في كتابه ، لا يعرف فرق ما بين ذلك . أو يصحف تصحيفا فاحشا يقلب المعنى لا يعقل ذلك ، فيكف عنه ) . قلت : ومثال هذا التصحيف الفاحش ما حكاه العسكري نفسه بعد قليل قال : ( حكى القاضي أحمد بن كامل ، عن أبي العيناء قال : حضرت بعض مشايخ الحديث من المغفلين فقال : عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، عن جبريل ، عن الله ، عن رجل . قال : فنظرت من هذا الذي يصلح أن يكون شيخا لله ! ! فإذا هو صحفه ، وإذا هو عز وجل ) . ولعل هذه النظرة السريعة العجلي تبل غلة الصادي ، وتلقي ظلالا على معنى ( التصحيف والتحريف ) ، فتوضح المراد منهما ، أو تقربه . والله المستعان ، وعليه الاتكال ، والحمد له في البدء والختام ، وصلى الله وسلم على خير خلقه سيدنا محمد وعلى آله وصحبه . المدينة المنورة في 27 من جمادي الآخرة سنة 1401 .
مقدمة التحقيق 42
نام کتاب : تصحيفات المحدثين نویسنده : حسن العسكري جلد : 0 صفحه : 37