نام کتاب : تصحيفات المحدثين نویسنده : حسن العسكري جلد : 0 صفحه : 28
وتكثر الرواية عنهم ، فتدور على أفواه الناس وكتبهم فيعرف ويحترس فيه من التصحيف إن شاء الله تعالى . فأما الحباب - الحاء معجمة ، وتحت الباء نقطة واحدة - فمنهم ( الحباب ابن المنذر بن الجموح الأنصاري وهو القائل يوم سقيفة بني ساعدة : أنا جذيلها المحكك وعذيقها المرجب ، وكان يسمى ذا الرأي لمشورته في بدر ، وأخبرنا أبو بكر بن دريد ، أخبرنا أبو طلحة موسى بن عبد الله الخزاعي في كتاب المغازي ، أن النبي صلى الله عليه وسلم ، لما نزل دون بدر ، وأتاه خبر قريش ، استشار الناس ، فأشار عليه أصحابه ، ثم قال الحباب بن المنذر : يا نبي الله أرأيت هذا المنزل ، أمنزل أنزلك الله ليس لنا أن نتقدم ولا نتأخر عنه ، أم هو الحرب والمكيدة . . ؟ بل هو الحرب والمكيدة قال : فإن هذا ليس لك بمنزل فانهض حتى نأتي أدني قليب إلى القوم فننزله ثم نعور ما سواه من القلب ، ثم نبني عليه حوضا ثم نقاتل القوم فنشرب ولا يشربون . . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أشرت بالرأي ، فنهض وسار حتى أتى أدنى ماء إلى القوم وأمر بالقلب فعورت وبني حوضا على القليب . وأخبرنا أبو بكر بن دريد فقال : قرأت على أبي طلحة موسى بن عبد الله الخزاعي - ولم يخبر به الرياشي - قال : قام الحباب بن المنذر لما اختلف الناس في يوم السقيفة فقال : أنا جذيلها المحكك ، وعذيقها المرجب . وأخبرني محمد بن دليل بن بشر بن سابق ، عن محفوظ بن بحر الأنطاكي ، عن المسيبي صاحب المغازي بزيادة في الخبر - قال : فقام الحباب فقال : منا أمير ومنكم أمير : أنا جذيلها المحك وعذيقها المرحب ، وقد دفت علينا منكم دافة ، أرادوا أن يخرجوننا - كذا - من أصلنا ويحضنونا من هذا الأمر فإن شئتم كررناها جذعة . قوله : أنا جذيلها المحكك . هذا مثل ، والجذيل تصغير جذل ، وهو ساق الشجرة العظيمة وذلك أن راعي الإبل إذا أرعى أرضا ليس فيها شجر حمل جذلا فأثبته في الأرض لتحتك به الإبل ، فيكون لها بمنزلة التمريغ للخيل
مقدمة التحقيق 34
نام کتاب : تصحيفات المحدثين نویسنده : حسن العسكري جلد : 0 صفحه : 28