responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بغية الباحث عن زوائد مسند الحارث نویسنده : علي بن أبي بكر الهيثمي    جلد : 1  صفحه : 6


وهو مما أمره الله به في قوله : ( وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم ) . ( النحل : 44 ) .
فالرسول - صلى الله عليه وسلم - قد أمر - بمقتضى هذ النص - أن يبين معاني القرآن ، وما يؤخذ عنه من أحكام العقائد ، والعبادات ، والمعاملات ، والأخلاق . فكان - صلى الله عليه وسلم - بسنته القولية والفعلية ، هو المعبر عن كتاب الله ، الدال على معانيه ، الهادي إلى طرق تطبيقه .
فالقرآن والحديث شيئان متلازمان ، لا ينفك أحدهما عن الآخر ، وهما المصدران الأساسيان لدين الإسلام .
ولما كان الحديث النبوي مبينا للقرآن وشارحا له - وهو صادر عن المعصوم الذي لا ينطق عن الهوى ، والمسدد بتأييد الله له - فقد افترض الله - عز وجل - على العباد طاعته ، - وقرن ذلك بطاعته - واتباع سنته ، والرجوع إليها فيما اختلفوا فيه من شئ ، والرضي بها ، والتسليم لها ، وطرح ما سواها ، وعدم الاعتداد بقول أحد - كائنا من كان - إذا كان يخالفها ، أو يتأولها على غير وجهها ، وقد جاء ذلك صراحة في عدة آيات من كتاب الله .
قال تعالى : ( فلا و ربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما ) . [ النساء : 65 ] وقال : ( وأطيعوا الله والرسول لعلكم ترحمون ) [ آل عمران : 132 ] وقال : ( ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا ) [ النساء : 69 ] وقال : ( من يطع الرسول فقد أطاع الله ومن تولى فما أرسلناك عليهم حفيظا ) [ النساء : 80 ] .
وقال : ( وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول واحذروا ) [ المائدة : 92 ] . وقال : ( وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالا مبينا ) [ الأحزاب : 36 ] وقال : ( وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا ) [ الحشر : 7 ] .
ومن هنا اشتدت عناية صحابة الرسول - صلى الله عليه وسلم - بما صدر عنه من أقوال وأفعال فحفظوها في صدورهم ، وقيد بعضها عدد غير قليل منهم في الصحف وبلغوها لمن جاء بعدهم من التابعين ، بدقة بالغة ، وعناية لا نظير لها . ثم جاء عصر التابعين ، فحذوا

نام کتاب : بغية الباحث عن زوائد مسند الحارث نویسنده : علي بن أبي بكر الهيثمي    جلد : 1  صفحه : 6
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست