responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بغية الباحث عن زوائد مسند الحارث نویسنده : علي بن أبي بكر الهيثمي    جلد : 1  صفحه : 119


يا رسول الله مرني بعمل آخر ، فقال : " اعلم أنك لن تسجد لله سجدة إلا رفع الله لك بها درجة وحط عنك بها خطيئة " .
( 344 ) حدثنا أبو الحسن بشر بن أبي بشر البصري ، أخبرني الوليد بن عبد الواحد الحراني ، ثنا حيان البصري ، عن إسحاق بن نوح ، عن محمد بن علي ، عن سعيد ابن زيد بن عمرو بن نفيل قال : سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - وأقبل على أسامة بن زيد فقال : " يا أسامة عليك بطريق الجنة وإياك أن تختلج دونها " فقال : يا رسول الله ، وما أسرع ما تقطع به ذلك الطريق ؟ فقال : " الظمأ في الهواجر ، وحبس النفس عن لذة النساء ، يا أسامة وعليك بالصوم فإنه يقرب إلى الله ، إنه ليس بشئ أحب إلى الله من ريح فم الصائم ، ترك الطعام والشراب لله ، فإن استطعت أن يأتيك الموت وبطنك جائع وكبدك ظمآن فافعل فإنك تدرك بذلك أشرف المنازل في الآخرة ، وتحل مع النبيين ، تفرح بقدوم روحك عليهم ، ويصلي عليك الجبار ، وإياك يا أسامة وكل كبد جائعة تخاصمك إلى الله يوم القيامة ، وإياك يا أسامة ودعاء عباد قد أذابوا اللحوم وأحرقوا الجلود بالرياح والسمائم ، وأظمأوا الأكباد حتى غشيت أبصارهم فإن الله إذا نظر إليهم بشر بهم الملائكة ، بهم تصرف الزلازل والفتن " ثم بكى النبي - صلى الله عليه وسلم - حتى اشتد نحيبه وهاب الناس أن يكلموه حتى ظنوا أن أمرا قد حدث بهم من السماء ، ثم سكت فقال : " ويح لهذه الأمة ما يلقى منهم من أطاع ربه فيهم كيف يقتلونه ويكذبونه من أجل أنهم أطاعوا الله " فقال عمر بن الخطاب يا رسول الله والناس يومئذ على الإسلام ؟ قال : " نعم " قال : فهم إذا يقتلون من أطاع الله وأمرهم بطاعته ؟ فقال : " يا عمر ترك القوم الطريق وركبوا الدواب ، ولبسوا ألين الثياب وخدمتهم أبناء فارس ، يتزين منهم تزين المرأة لزوجها وتبرج النساء ، زيهم زي الملوك ، ودينهم دين كسرى وهرمز ، ( يسمون بهؤلاء بالجشا ) واللباس ، فإذا تكلم أولياء الله عليهم العبا محنية أصلابهم قد ذبحوا أنفسهم من العطش ، فإذا تكلم منهم متكلم كذب وقيل له : أنت قرين الشيطان ورأس الضلالة تحرم زينة الله والطيبات من الرزق ، يتأولون كتاب الله على غير دين استذلوا أولياء الله ، واعلم يا أسامة أن أقرب الناس من الله يوم القيامة لمن طال حزنه وعطشه وجوعه في الدنيا ، الأخفياء الأبرار الذين إذا شهدوا لم يقربوا ، وإذا غابوا لم يفتقدوا ، تعرفهم بقاع الأرض ، يعرفون في أهل السماء ويخفون على الأرض ،

نام کتاب : بغية الباحث عن زوائد مسند الحارث نویسنده : علي بن أبي بكر الهيثمي    جلد : 1  صفحه : 119
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست