قيل يا رسول الله والخيل ؟ قال : الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة والخيل لثلاثة : لرجل أجر ، ولآخر ستر ، ولآخر وزر . فأما التي هي له أجر فرجل يحبسها ويعدها في سبيل الله ، فما غيبت في بطونها فهو له أجر ، ولو رعاها في مرج كان له فيما غيبت في بطونها أجر ، ولو استنت شرفا أو شرفين كان له بكل خطوة خطتها أجر . ولو عرض لها نهر فسقاها منه كان له بكل قطرة غيبتها في بطونها أجر حتى أنه ليذكر الأجر في أرواثها وأبوالها . وأما التي هي له ستر فرجل يتخذها تعففا وتجملا وتكرما ولا ينسى حق الله في ظهورها ولا بطونها في عسره أو يسره . وأما التي هي عليه وزر فرجل يتخذها أشرا وبطرا ورياء الناس وبذخا قيل يا رسول الله ! فالحمر ؟ قال : ما أنزل فيها علي شيء إلا هذه الآية الجامعة ( فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره ) . قال أبو محمد : قوله ( في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة ، فإني سمعت ( أبا عبد الله بن عرفة ) يقول : ذهب ناس إلى أن الله عز وجل يفعل فيه من الأفعال ما يفعل مثله في خمسين ألف سنة . قال : وأما كلام العرب فإنهم يصفون أيام الشدة ولياليها بالطول ، وأيام الرخاء والسرور بالقصر ، وإنما يراد شدة ذلك اليوم وثقله وعظمه وهوله كما قال الشاعر : تعالوا أعينوني على الليل إنه * على كل عين لا تنام طويل فأعلم أنه يطول على الساهر لشدته عليه ، ولا زيادة في الليل ولا نقصان في المقدار الذي قدره الله عز وجل .