نام کتاب : الورع نویسنده : ابن أبي الدنيا جلد : 1 صفحه : 13
الفرق بين شتات الوقت ، والتعلق بالتفرق : كالفرق بين السبب والمسبب . والنفي والاثبات . فإنه يشتت وقته . فلا يجد بدا من التعلق بما سوى مطلوبه الحق . إذ لا تعطيل في النفس ولا في الإدارة . فمن لم يكن الله مراده أراد ما سواه . ومن لم يكن هو وحده معبوده عبد ما سواه . ومن لم يكن عمله لله فلا بد ان يعمل لغيره . وقد تقدم هذا . فالمخلص يصونه الله بعبادته وحده ، وإرادة وجهه وخشيته وحده ، ورجائه وحده ، والطلب منه ، والذل له ، والافتقار إليه وحده . وإنما كان هذا أعلى من الدرجة الثانية : لان أربابها اشتغلوا بحفظ الصيانة من الكدر وملاحظتها . وذلك عند أهل الدرجة الثالثة : تفرق عن الحق . واشتغال عن مراقبته بحال نفوسهم . فادب أهل هذه أدب حضور ، وأدب أولئك أدب غيبة اه . وقسم الراغب الاصفهاني الورع إلى ثلاثة مراتب : 1 - واجب وهو الاحجام عن المحارم ، وذلك للناس كافة . 2 - وندب وهو الوقوف عن الشبهات ، وذلك للاواسط . 3 - وفضيلة : وهو الكف عن كثير من المباحات والاقتصار عن أقل الضرورات ، وذلك للنبيين والصديقين والشهداء والصالحين .
نام کتاب : الورع نویسنده : ابن أبي الدنيا جلد : 1 صفحه : 13