" كنت مع زياد النميري في طريق مكة فضلت ناقة لصاحب لنا ، فطلبناها فلم نقدر عليها ، فأخذنا نقتسم متاعه ، فقلنا لزياد : ألا تقول شيئا ؟ قال : سمعت أنسا - رضي الله عنه - يقول : تقرأ حم السجدة ، وتسجد ، وتدعو . فقلنا : بلى ، فقرأ حم السجدة ، ودعا فرفعنا رؤوسنا فإذا رجل معه الناقة التي ذهبت ، فقال زياد : أعطوه من طعامكم فلم يقبل . قال : أطعموه . قال : إني صائم . قال : فنظرنا فلم نر شيئا ، قال :
فلا أدري من كان " .
( 106 ) - حدثني محمد بن الحسين ، حدثني أبو عبد الملك بن الفارسي ، حدثني عبد الله بن سليمان - من أهل عسقلان وكان ما علمته فاضلا - حدثني رجل من العابدين ممن قدم علينا مرابطا بعسقلان قال :
" قمت ذات ليلة للتهجد على بعض السطوح فإذا أنا بهاتف يهتف من البحر :
إليكم معاشر العابدين إننا نفر من الأمم قبلكم : قسمت العبادة ثلاثة أجزاء فأولها :
قيام الليل ، وثانيها : صيام النهار ، وثالثها : التسبيح ، وهذا خير القسمة ، فخذوا منه بالحظ الأوفر . قال : فسقطت والله لوجهي مما دخلني من ذلك " .
( 107 ) - حدثني محمد بن الحسين ، حدثني عبد الرحمن بن عمرو الباهلي ، عن السري بن إسماعيل يذكر عن يزيد الرقاشي : أن صفوان بن محرز المازني كان إذا قام إلى تهجده في الليل قام معه سكان داره من الجن فصلوا بصلاته ، واستمعوا القرآن . قال السري : فقلت ليزيد : وأنى علم ذلك ؟ قال : كان إذا قام سمع لهم