نزل بالبر والتقوى يوم الاثنين ليلة الثلاثاء ، صاحب الناقة القصواء . قال فخرجت مرعوبا قد راعني ما رأيت وسمعت ، حتى أتيت وثنا لنا ، يقال له : الضمار كنا نعبده ونكلم من جوفه ، فكنست ما حوله ، ثم تمسحت به فإذا صائح يصيح من جوفه :
قل للقبائل من سليم كلها * هلك الضمار وفاز أهل المسجد هلك الضمار وكان يعبد مرة * قبل الصلاة على النبي محمد إن الذي جاء بالنبوة والهدى * بعد ابن مريم من قريش مهتدي قال : فخرجت مذعورا حتى جئت قومي فقصصت عليهم القصة وأخبرتهم الخبر ، فخرجت في ثلاثمائة من قومي من بني الحارث إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة فدخلنا المسجد ، فلما رآني رسول الله صلى الله عليه وسلم تبسم وقال : " يا عباس كيف إسلامك ؟ " فقصصت عليه فقال : " صدقت " فأسلمت أنا وقومي .
( 97 ) - حدثني أبي ، عن هشام بن محمد ، ثنا مالك بن نصر الدالاني - من همدان - قال : سمعت شيخا لنا يذكر قال :
" خرج مالك بن خريم الدالاني في نفر من قومه في الجاهلية يريدون عكاظ ، فاصطادوا صيدا ، وأصابهم عطش شديد فانتهوا إلى موضع يقال له : أجيرة فقصدوا الظبي ، وجعلوا يشربون من دمه من العطش ، فلما ذهب دمه ذبحوه ، وخرجوا في طلب الحطب ، وكمن مالك في خبائه ، فأثار بعضهم شجاعا ، فأقبل منسابا حتى دخل رحل مالك ، فلاذ به وأقبل الرجل في أثره ، فقال يا مالك اقتل الشجاع عنك ، فاستيقظ مالك ، فنظر إليه فلاذ به ، فقال مالك للرجل : عزمت عليك ألا تركته ، فكف عنه ، وأنساب الشجاع إلى مأمنه ، وأنشأ مالك يقول :
وأوصاني الخريم بعز جاري * وأمنحه وليس به امتناع وأدفع ضيمه وأذب عنه * وأمتع إذا امتنع المتاع درا لله أنى عنه ينحو * لشئ ما استجارني الشجاع