سلمة ، عن داود بن أبي هند ، عن سماك بن حرب ، عن جرير بن عبد الله قال :
" إني لأسير بتستر في طريق من طرقها زمن فتحت إذ قلت : لا حول ولا قوة إلا بالله ، قال : فسمعني هربد من أولئك الهرابدة ، فقال : ما سمعت هذا الكلام من أحد منذ سمعته من السماء . قال : قلت وكيف ذلك ؟ قال : إني كنت رجلا أفد على الملوك ، أفد على كسرى وقيصر ، فوفدت عاما كسرى فخلفني في أهلي شيطان ، تصور على صورتي ، فلما قدمت لم يهش إلي أهلي كما يهش أهل الغائب على غائبهم ، فقلت لهم : ما شأنكم ؟ فقالوا : إنك لم تغب . قال : قلت : وكيف ذلك ؟
قال : فظهر لي فقال : اخترت أن يكون لك منها يوم ولي يوم وإلا أهلكتك ، فاخترت أن يكون له يوم ولي يوم . قال : فأتاني يوما فقال : إنه ممن يسترق السمع ، وإن استراق السمع بيننا نوب ، وإن نوبتي الليلة ، فهل لك أن تجيء معنا ؟ قلت : نعم ، فلما أمسى أتاني فحملني على ظهره ، فإذا له معرفة كمعرفة الخنزير ، فقال لي :
استمسك فإنك ترى أمورا وأهوالا ، فلا تفارقني فتهلك ، قال : ثم عرجوا حتى لصقوا بالسماء . قال : فسمعت قائلا يقول : لا حول ولا قوة إلا بالله ما شاء الله كان ، وما لم يشأ لا يكون . قال : فلبج بهم فوقعوا من وراء الغمرات في غياض وشجر . قال :
وحفظت الكلمات فلما أن أصبحت أتيت أهلي فكان إذا جاء قلتهن فيضطرب حتى يخرج من كوة البيت ، فلم أزل أقولهن حتى انقطع " .
( 92 ) حدثني عبيد الله بن جرير العتكي ، ثنا الوليد بن هشام القحذمي قال :
" كان عبيد بن الأبرص وأصحاب له في سفر ، فمروا بحية وهي تتقلب في