أشياخ النخع يذكرون قالوا : لما أصيب النخع بالقادسية سمعوا نواح الجن في واد من أودية اليمن وهم يقولون :
ألا فاسلمي يا عكرم ابنة خالد * وما خير زاد بالقليل المصرد .
فحيتك عني الشمس عند طلوعها * وحياك عني كل ركب مفرد وحيتك عني عصبة نخعية * حسان الوجوه آمنوا بمحمد أقاموا لكسرى يضربون جنوده * بكل رقيق الشفرتين مهند إذا ثوب الداعي أقاموا بكلكل * من الموت مغبر الفياطل أسود قال : فجاءهم ما أصاب النخع يوم القادسية من القتل .
( 87 ) - وحدثني العباس بن هشام ، حدثني هشام بن محمد ، عن أبيه ، عن محمد بن سعيد بن راشد مولى النخع ، عن رجل أهل الطائف قال :
" لما أبطأ على عمر بن الخطاب رضي الله عنه خبر أبي عبيدة بن مسعود وأصحابه وكانوا بقس الناطف اشتد همه ، وجعل يسأل عن خبرهم ، فقدم المدينة رجل من أهل الطائف فحدث في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم أنهم كانوا بواد من أودية الطائف يقال له : سهر سمار فسمعوا نائحة يحسبون أنها بالقرب منهم ، وسمعوا نساء ينحن ويقلن :
مت على الخيرات ميتة خالد * إذا ما صبرت يوم اللقا قدس الله معركا شهدوه * والملأ الأبرار خير الملا معركا فيه ظلت الجن تبكي * مبسمات أهل الأبكار فيه بيض الملا كم كريم مجدل غادروه * مؤمن القلب مستجاب الدعا يقطع الليل لا ينام صلاة * وجوادا يمده ببكا حديث ثم يقلن : يا أبا عبيده ، يا سليطاه . قال الطائفي : فجعلنا نتبع الصوت ، ونسمع الأبيات ، وما يقلن بعدها ، ونحن منه في البعد على حال واحدة . فقدم الطائفي على عمر ، فأخبره ، فكتب عمر اليوم الذي سمع فيه ، فوجدوا أبا عبيدة وأصحابه قتلوا في