نحن ؟ وهل تستطيع وقوفا ؟ فأجابه الصوت فقال : ألا أخبركم بقضاء الله عز وجل على نفسه ؟ فقال بلى . قال : إن الله عز وجل قضى على نفسه أنه من عطش نفسه لله عز وجل في يوم حار ، كان حقا على الله عز وجل أن يرويه يوم القيامة .
قال : فكان أبو موسى رضي الله عنه يتوخى اليوم الشديد الحر ، الذي يكاد الإنسان أن ينسلخ حرا فيصومه " .
( 14 ) - حدثنا عيسى بن عبد الله التميمي ، أخبرني فهير بن زياد الأسدي ، عن موسى بن وردان ، عن الكلبي وليس بصاحب التفسير عن الحسن ، عن أنس بن مالك قال :
" كان رجلا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم من الأنصار يكنى أبا معلق ، وكان تاجرا يتجر بماله . ولغيره يضرب به في الآفاق . وكان يزن بسدد وورع ، فخرج مرة فلقيه لص مقنع في السلاح ، فقال له : ضع ما معك ، فإني قاتلك . قال : ما تريد إلى دمي ؟ شأنك بالمال . فقال : أما المال فلي ، ولست أريد إلا دمك . قال : أما إذا أبيت ، فذرني أصلي أربع ركعات . قال : صل ما بدا لك . قال فتوضأ ، ثم صلى أربع ركعات فكان من دعائه في آخر سجدة أن قال : يا ودود ، يا ذا العرش المجيد ، يا فعال لما يريد ، أسألك بعزك الذي لا يرام ، وملكك الذي لا يضام ، وبنورك الذي ملأ أركان عرشك ، أن تكفيني شر هذا اللص ، يا مغيث أغثني ، يا مغيث أغثني ، ثلاث مرار قال : دعا بها ثلاث مرات ، فإذا هو بفارس قد أقبل بيده حربة ، واضعها بين أذني فرسه ، فلما بصر به اللص أقبل نحوه ، فطعنه ، فقتله ثم أقبل إليه ، فقال : قم ، قال من أنت بأبي أنت وأمي ؟ فقد أغاثني الله بك اليوم . قال : أنا ملك من أهل السماء