نام کتاب : الهم والحزن نویسنده : ابن أبي الدنيا جلد : 1 صفحه : 6
- صلى الله عليه وسلم - به ، كان مذموما عليه من تلك الجهة ، وإن كان محمودا من جهة أخرى " [1] قلت : ولقد جمع إمامنا - رحمه الله - مادة هذا الكتاب كما سنرى من النوع الذي يثاب المرء على الحزن من أجله ، ألا وهو المصيبة في الدين . ويأخذنا المصنف رحمه الله في جولة مع المحزنين على الاعمار التي ضاعت ، وكيف هي أحوالهم وهمومهم ؟ . ومن خلال أقوال السلف الصالح في هذا الكتاب يبين لنا المؤلف رحمه الله أن العبد إذا كثرت ذنوبه ابتلاه الله بالهم ليكفرها عنه ، لقلة أعماله الصالحة . وتتجلى لنا حقيقة وهي أن الحزن المراد هو ما أعان على استدراك ما مضي ، والاحسان فيما بقي . ولكن لنا وقفه مع عنوان كتابنا " اللهم والحزن " والفرق بينهما يقول ابن منظور في لسان العرب : الهم : الحزن ، وجمعه هموم ، وهمه هما ، ومهمة ، وأهمه فاهتم ، وأهمه فاهتم ، وأهمني الامر إذا أقلقك وحزنك ، والاهتمام : الاغتمام . أما عن الحزن فيقول ابن القيم رحمه الله : الحزن توجع لفائت ، وتأسف على ممتنع ، أي أن ما يفوت الانسان قد يكون مقدورا له ، وقد لا يكون ، فإن كان مقدورا توجع لفوته ، وإن كان غير مقدور تأسف لامتناعه . والفرق بينهما : أن المكروه الذي يرد على القلب ، أن كان لما يستقبل : أورثه الهم ، وإن كان لما مضى : أورثه الحزن . وكأن الهم كان خوفا من العبد أن يضيع منه ما بقي في غير طاعة ، أو معصية ، أما الحزن فكان خوفا مما ضاع أصلا ، أو حدوث المعصية عينها .