والعلوم اللدنية المنتقلة من الصدور إلى الصدور وبواطن أحرف القرآن بالإضافة إلى ما يدعونه من الكشوف والالهامات والمنامات وغير ذلك .
وهكذا فليس من الغريب أن يكون للصوفية دور كبير في شرح فكرة المهدية .
قال ابن خلدون : " وأكثر من تكلم من هؤلاء المتصوفة المتأخرين في شأن الفاطمي ابن العربي الحاتمي [1] في كتاب عنقاء مغرب وابن قسي [2] في كتاب خلع النعلين وعبد الحق ابن سبعين [3] وابن أبي وأطيل تلميذه في شرحه لكتاب خلع النعلين وأكثر كلماتهم في شأنه ألغاز وأمثال " [4] .
فمنهم من يسميه بخاتم الأولياء وأنه لبنة الفضة ، وقال ابن عربي :
إن هذا الإمام المنتظر وهو من أهل البيت من ولد فاطمة وظهوره يكون بعد مضي ( خ ف ج ) من الهجرة أي سنة 683 ه فلما انتهت تلك المدة قال مقلدوه إن المراد منها مولده وأنه يخرج في 710 ه [5] .
وذكر ابن خلدون نماذج من كلامهم في هذا الباب ثم قال : " إلى كلام من أمثال هذا يعينون فيه الوقت والرجل والمكان بأدلة واهية وتحكمات مختلفة فينقضي الزمان ولا أثر لشئ من ذلك فيرجعون إلى