وقد احتج البخاري بعمران بن حطان الداعية الخارجي . واحتج الشيخان بعبد الحميد بن عبد الرحمن الحماني وكان داعية إلى الإرجاء [1] .
وقال الخطيب البغدادي : " والذي يعتمد عليه في تجويز الاحتجاج بأخبارهم ( أي أهل البدع والأهواء ) ما اشتهر من قبول الصحابة أخبار الخوارج وشهاداتهم ومن جرى مجراهم من الفساق بالتأويل ثم استمرار عمل التابعين والمخالفين بعدهم على ذلك . لما رأوا من تحريهم الصدق وتعظيمهم الكذب وحفظهم أنفسهم من المحظورات من الأفعال وإنكارهم على أهل الريب والطرائق المذمومة ورواياتهم للأحاديث التي تخالف آرائهم ويتعلق بها مخالفوهم في الاحتجاج عليهم . فاحتجوا برواية عمران بن حطان وهو من الخوارج وعمرو بن دينار وكان ممن يذهب إلى القدر والتشيع وكان عكرمة إباضيا وابن أبي نجيح وكان معتزليا . . . في خلق كثير يتسع ذكرهم دون أهل العلم قديما وحديثا رواياتهم واحتجوا بأخبارهم فصار ذلك كالإجماع منهم . وهو أكبر الحجج في هذا الباب وبه يقوى الظن في مقاربة الصواب [2] .
وقد ذكر الخطيب عدة أقوال لأئمة الحديث في هذا الباب منها :
قال علي بن المديني : قلت ليحيى بن سعيد القطان إن عبد الرحمن بن مهدي قال : أنا أترك من أهل الحديث كل من كان رأسا في البدعة . فضحك يحيى بن سعيد فقال : كيف يصنع بقتادة ، كيف يصنع بعمر بن ذر الهمذاني ، كيف يصنع بابن أبي رواد ، وعد يحيى قوما