وعليه مدار الحديث - عن زر ، عن عبد الله ، فاخترت منها طريقا واحدا للبحث التفصيلي وهو المذكور في أول التخريجات ، وأما الطرق الثلاثة الأخرى فهي من غير طريق عاصم ، فاخترت منها طريقا واحدا أيضا لكي نعرف هل المتابعة الموجودة فيه لعاصم صحيحة أم لا ؟ وهكذا الامر في جميع الأحاديث الصحيحة أو الحسنة أي في الباب الأول والثاني .
وأما الأحاديث الضعيفة والموضوعة فقد اكتفيت فيها بذكر تراجم الضعفاء الذين ضعف الحديث لأجلهم وذلك لأنه إذا ثبت الضعف في راو واحد أو أكثر في الاسناد ولم يوجد ما يجبره من المتابعات أو الشواهد - إن كان الضعف خفيفا - فالحديث ضعيف ولو كان بقية رجاله من أوثق الناس وأحفظهم خلافا لقسم الصحاح فإن العدالة والضبط يجب أن تتوافر في جميع رواتها من أول الاسناد إلى آخره مع الاتصال والبراءة من الشذوذ والعلة ، فلذلك يجب هناك أن تذكر تراجم جميع الرواة ، والله أعلم .
بعد ذكر تراجم رجال الاسناد في جميع الأحاديث - سواء كانت صحيحة أو ضعيفة - إن وجدت في الحديث حكما من أحد من العلماء المعتمدين في التصحيح والتضعيف سواء كان من المتقدمين أو المتأخرين ذكرته .
فإن كان حكمه مخالفا لما توصلت إليه بعد البحث في إسناد الحديث وملاحظته متنه ، ناقشه بإيجاز ، وإن كان موافقا لما وصلت إليه أو قريبا منه [1] سكت عليه . وذلك لان طالبا مبتدئا مثلي يستأنس بأقوال هؤلاء العلماء فيجد في نفسه ثقة وطمأنينة ويتلذذ بتلك الأريحية التي تعتريه من سرور الوصول إلى النتيجة الصحيحة بعد عناء البحث والتحقيق . وبعد هذا كله أذكر النتيجة حسبما ترجح لدي بإيجاز كقولي " إسناده صحيح " أو " إسناده حسن " أو " إسناده ضعيف " وما إلى ذلك .