نام کتاب : المعيار والموازنة نویسنده : أبو جعفر الإسكافي جلد : 1 صفحه : 199
فرددتم علي رأيي وقلتم : لا بل نقبل منهم . فقلت لكم : اذكروا قولي ومعصيتكم إياي فلما أبيتم إلا الكتاب اشترطت على الحكمين أن يحييا ما أحيا [ ه ] القرآن وأن يميتا ما أمات القرآن ، فإن حكما بحكم القرآن فليس لنا أن نخالف حكم من حكم بما في الكتاب ، وإن أبيا فنحن من حكمهما براء . فهل قام إلي منكم رجل فقال : يا علي إن هذا الأمر أمر الله فلا تعطه القوم ؟ قالوا : لا . قالوا : فأخبرنا أتراه / 62 / عدلا تحكيم الرجال في الدماء ؟ قال : إنا لسنا الرجال حكمنا ، وإنما حكمنا القرآن وهو خط مسطور بين لوحين لا ينطق حتى يتكلم به الرجال [1] وأنتم حكمتم أبا موسى وجئتموني وأتيتموني به [2] مبرنسا ، وقلتم : لا نرضى إلا به . ومعاوية حكم عمرو . [ ثم قال : ] وأخبرني عنك يا ابن الكواء متي سمي أبو موسى حكما ؟ أحين أرسل أم حين حكم ؟ قال : حين حكم . قال : فقد سار وهو مسلم وأنت ترجو أن يحكم بما أنزل الله ؟ قال : نعم . قال : فلا أرى الضلال في إرساله إذ كان عدلا . قالوا : فخبرنا عن الأجل لما جعلته بيننا وبينهم ؟ قال : ليتعلم الجاهل [3] ويتثبت العالم ، ولعل الله أن يصلح في تلك المدة بين الأمة . ثم قال علي : أرأيتم لو أن رسول الله عليه السلام أرسل رجلا مؤمنا يدعو قوما مشركين إلى كتاب الله فارتد على عقبه كافرا كان يضر النبي صلى الله عليه شيئا ؟ قالوا : لا قال : فما ذنبي إن ضل أبو موسى ولم أرض بحكومته إذ حكم ، ولا بقوله إذ قال .
[1] وفي المختار : ( 122 ) من نهج البلاغة : " إنما لم نحكم الرجال وإنما حكمنا القرآن ، وهذا القرآن إنما هو خط مستور بين الدفتين لا ينطق بلسان ، ولا بد له من ترجمان ، وإنما ينطق عنه الرجال . . " . [2] هذا هو الظاهر ، وفي الأصل : " وجئتموني به وأتيتموني " ولكن لفظة : " أتيتموني " مكتوبة فوق قوله : " جئتموني " . ومنه قوله عليه السلام في جواب أحنف به قيس - كما في كتاب صفين ص 502 - : إن القوم أتوني بعبد الله بن قيس مبرنسا فقالوا : ابعث هذا فقد رضينا به . والله بالغ أمره . [3] هذا هو الظاهر : وفي أصلي : " ليعلم الجاهل . . " . وفي المختار : ( 122 ) من نهج البلاغة : " وأما قولكم : لم جعلت بينك وبينهم أجلا في التحكيم فإنما فعلت ذلك ليتبين الجاهل ويتثبت العالم ولعل الله أن يصلح في هذه الهدنة أمر هذه الأمة . . " . ولا تؤخذ بأكظامها فتعجل عن تبين الحق ، وتنقاد لأول الغي .
نام کتاب : المعيار والموازنة نویسنده : أبو جعفر الإسكافي جلد : 1 صفحه : 199