نام کتاب : المعيار والموازنة نویسنده : أبو جعفر الإسكافي جلد : 1 صفحه : 126
عن نفسك وإذا شئت فسر بنا إلى عدوك ، فوالله ما ينجو من الموت من خافه ، ولا يعطى البقاء من أحبه ، ولا يعيش بالأمل إلا الأشقياء ، وإنا لعلى يقين من ربنا أن نفسا لن تموت حتى يأتي أجلها . بل كيف لا نقاتل قوما هم كما وصف أمير المؤمنين ، والله ما ازدادوا للإسلام إلا غشا ولا لأهله إلا بغضا ، ولقد وليت عصابة منهم على طوائف من المسلمين فأسخطوا الرب ، وأظلمت بأعمالهم الأرض ، وأماتوا السنة ، وأحيوا البدعة ، وباعوا خلاقهم بعرض من الدنيا يسير [1] فعجل النهوض بنا إليهم نحاكمهم إلى الله فيما اختلفنا فيه حتى يحكم الله وهو خير الحاكمين . ثم قعد . فقام عدي بن حاتم الطائي فقال : يا أمير المؤمنين ما قلت إلا بعلم ولا دعوت إلا إلى الحق ، وما أمرت إلا برشد فإن رأيت أن تستأني هؤلاء القوم وتستديمهم حتى يقدم عليهم رسلك ، ويقدم عليهم كتبك فعلت ، فإن يقبلوا يصيبوا رشدهم ، والعافية أوسع لنا ولهم ، وإن يتمادوا في غيهم ، ولم ينزعوا عن شقاقهم القانا ذلك [2] وقد تقدمنا إليهم بالعذر ودعوناهم إلى ما في أيدينا من الحق . ولعمري لهم أهون علينا من قوم قاتلناهم أمس بناحية البصرة لما جهر [ ت ] لهم الحق فتركوه ناجزناهم القتال حتى رأينا فيهم ما نحب ، وبلغ الله فيهم رضاه . فقام زيد بن حصين الطائي - وكان من / 38 / أصحاب البرانس - فقال : لعمري لئن كنا في شك من قتال من خالفنا [ و ] لا تصلح لنا النية في قتالهم حتى نستأنيهم ونستديمهم [3] ما الأعمال إلا في تباب ولا السعي إلا في ضلال ووالله - وبنعمة ربي
[1] هذا هو الظاهر الموافق لما في كتاب صفين ، وفي الأصل : " وباعوا بخلاقهم . . " . والخلائق - بفتح الخاء - : الحظ والنصيب من الخير . [2] كذا في الأصل ، وفي كتاب صفين ص 99 : " وإن يتمادوا في الشقاق ولا ينزعوا عن الغي فسر إليهم وقد قدمنا إليهم العذر ، ودعوناهم إلى ما في أيدينا من الحق . . " . [3] هذا هو الظاهر الموافق لما في كتاب صفين ص 99 ، وفي الأصل : " ونسنده بهم " .
نام کتاب : المعيار والموازنة نویسنده : أبو جعفر الإسكافي جلد : 1 صفحه : 126