نام کتاب : المعيار والموازنة نویسنده : أبو جعفر الإسكافي جلد : 1 صفحه : 158
[ شأنه عليه السلام في حروبه مع أعدائه ، ثم وصيته عليه السلام وتحريضه لأصحابه عند دنوهم من عدوهم للمناوشة والمقاتلة ] . وقالوا : إنه كان رضي الله عنه لا يبدأ عدوه بقتال حتى يبدأوه ، ولا يحاربهم حتى ينابؤهم ، فلما ناباهم يوم صفين وأنظرهم فلم يدعوا و [ لم ] يرجعوا أمر مناديه فنادى في أهل الشام . ألا إني قد استدمتكم واستأنيتكم لترجعوا إلى الحق وتنثنوا إليه ، واحتججت [ عليكم ] بكتاب الله ودعوتكم إليه فلم تناهوا عن طغيانكم ، ولم تجيبوا إلى حق . ألا وإني قد نبذت إليكم على سواء إن الله لا يحب الخائنين [1] . ثم تقدم إلى مقدمته أن قفوا ولا تقدموا عليهم إقدام من يريد أن ينشب حربا ، ولا تأخروا عنهم تأخر من يهاب البأس ، ولا يحملنكم سبابهم [ إياكم ] على قتالهم قبل أن تدعوهم وتعذروا إليهم [2] . [ وإنما كان يأتي بهذا وأمثاله ] ليعلموا أن شأنه / 48 / وبغيته ومراده اتباع حكم الله وإصابة الحق في قتالهم . ثم أقبل على أصحابه لما هموا بلقاء عدوهم [ و ] حرضهم [ وهو ] يقول لهم : عباد الله اتقوا الله وغضوا الأبصار ، واخفضوا الأصوات ، وأقلوا الكلام ، ووطنوا أنفسكم على المنازلة والمحاولة والمحافظة والمعانقة والمكادمة ، واثبتوا واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون ، ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم ، واصبروا إن الله مع الصابرين . اللهم ألهمهم الصبر ، وأنزل عليهم النصر ، وأعظم لهم الأجر [3] .
[1] ورواه أيضا نصر بن مزاحم في أواخر الجزء الثالث من كتاب صفين ص 203 . كما رواه أيضا الطبري في تاريخه : ج 6 ص 5 . [2] وقريبا منه رواه نصر بن مزاحم في أواسط الجزء الثالث من كتاب صفين ص 153 . [3] وهذا الكلام رويناه في المختار : ( 197 ) من نهج السعادة : ج 2 ص 159 ط 1 ، عن مصادر .
نام کتاب : المعيار والموازنة نویسنده : أبو جعفر الإسكافي جلد : 1 صفحه : 158